أمل كبيرٌ وضوءٌ في آخر النفق بدأ يقترب !

أحد, 09/02/2025 - 12:03

أمل كبيرٌ وضوءٌ في آخر النفق بدأ يقترب !

إن من يتابع اليومَ بكل موضوعيةٍ وبكل حياديةٍ وتجردٍ ما نجح الوزيرُ الأولُ المختار ولد اجاي في تذليلهِ من الصعوباتِ، و ما نجح في متابعتهِ وإستكمال أعمالهِ من المشاريع التي كانت متعثرةً، ثم ما نجح في جردهِ وتشخيصهِ والتخطيطِ لحلحلتهِ من المشاكلِ التنمويةِ المطروحةِ لَيراهنُ بكل ثقةٍ على أن مؤموريةَ فخامة رئيس الجمهورية الثانية ستكون مأموريةً ناطقةً بالإصلاحاتِ في شتى المجالات،
إذ أن ما بَذلَ الوزيرُالأولُ من جهودٍ جبارةٍ خلالَ هذه الفترة القصيرة التي قادَ فيها الحكومة، يعكسُ البراعةَ في التحضيرِ لتنفيذِ برنامج فخامة رئيس الجمهورية طموحي للوطن، و القدرةَ الفائقةَ في التركيزِ على خلقِ التوازنِ المطلوبِ بين متطلباتِ العملِ الهيكلي الجادِّ وما يتطلبُه من صرامةٍ ، وبين المرونةِ السياسيةِ التي تقتضيها التحدياتُ الراهنةُ،
وهو ما مثّلَ نقلةً نوعيةً في مسارِ العملِ الحكوميِّ، تجلتْ في تبني رؤيةٍ وطنيةٍ شاملةٍ محددةِ الأهدافِ عنوانُها التكاملُ بين الأبعادِ السياسيةِ والتنمويةِ،
لكن هذا الإتجاهَ الصحيحَ الذي كان عنوانُه التسارع في التخطيطِ والديناميكية في التنفيذِ والتناغم بين الأقوالِ والأفعالِ لا تزالُ فيه حلقاتٌ مفقودةٌ جِدُّ مطمئنين أنَّ لدى فخامة رئيس الجمهورية ولدى معالي الوزير الأول من الجرأةِ والصرامةِ وإدراكِ الأمورِ ما يجعلهما يتخذان فيها قراراتٍ حاسمةٍ.
أولى هذه الحلقات هي محاربةُ الفساد التي صادقت الحكومة مؤخرا على مشاربعَ ثلاثةٍ تتعلق بها في وفاءٍ غير مسبوقٍ بأهمِّ تعهداتِها، إذ لن يطمئنَّ قلبُ أيٍ منَ الثلّةِ القليلةِ من هذا المجتمعِ التي لا تزال في قلوبِها ذرّةٌ من الوطنيةِ، كما لن يَرْتدِعَ في الجانبِ الآخرِ أيٌّ من الأغلبيةِ الغالبَة التي اعتنقتْ الفسادَ ودأبتْ عليهِ، ما لم يكنْ هناكَ تجريمٌ وتشهيرٌ وعقوباتٌ صريحةٌ و واضحةٌ ضد كل منْ تسوِّل له نفسه ممارسةَ أيِّ نوعٍ من أشكال الفسادِ وأكلِ المالِ العامِ.
أما ثاني هذه الحلقاتِ المفقودةِ فهو إحداثُ قطيعةٍ نهائيةٍ مع كلِّ الإعتباراتِ التي تتعارضُ مع مفهومِ الدولةِ ومفهومِ الوطنيةِ ولن يتمَّ ذلك الا باتخاذ إجراءاتٍ قانونيةٍ صريحةٍ تمنع التحدثَ باسم القبيلة والجهة والشريحة وتمنع التعيينَ في الوظائف السامية و الترشيحَ للمناصب السياسية على أساس المكانة الإجتماعية، أو على أساس المحاصصة القبلية أو الجهوية أو الشرائحية أو الفئوية، وتضع مكانَ كلِّ ذاك معاييرَ تشملُ الكفاءةَ والفعاليةَ والأداءَ.
النائب مرّاها محفوظ لمرابط