لماذا يدعم أصحاب العمائم الرئيس غزواني ؟

اثنين, 24/06/2024 - 20:27

بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على النبي الكريم
لماذا يدعم أصحاب العمائم الرئيس غزواني ؟
سال سائل وهو محق فى ذلك لماذا يدعم أصحاب العمائم الرئيس غزواني مع وجود صاحب عمامة مترشحا للرئاسة ؟
السؤال وجيه جدا ولعله من باب التضامن الوظيفي من الوجاهة أن يدعم أصحاب العمائم من له عمامة فإنه أرجى لتحقيق مطالبهم وأهدافهم الشخصية والوطنية ..
هذا صحيح من ناحية لكنه غاب عنه جزء آخر من الحقيقة وهو أن أصحاب العمائم ليسوا نقابة مصلحية وأن العمامة بالنسبة لأصحاب العمائم ليست معيارا فى الجدارة لتحمل مسؤولية الخلافة والإمارة ..
لقد استعاذ الخليفة عمر بن الخطاب فقال "اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة"..
يدعم كثيرون من الناس الرئيس الغزواني لأغراض منفعية حاصلة لهم وأولئك ليسوا هم خيار أنصاره إنما خيار أنصاره هم أولئك الذين يحرصون على بلدهم من فتنة فى الشمال و فتنة فى الجنوب ويرونه الأكثر تأهيلا لصيانة حرمة البلاد والمحافظة على الوطن ..
لا يمنع هؤلاء وجود هنات فى التسيير وقصور فى التنظير حصل فى المأمورية الأولى ففقه الموازنة بين المصالح والمفاسد يقضى بأن المحافظة على الوطن واللحمة الاجتماعية أولى من ما سواها من القضايا ..
ولعل المأمورية الاولى كانت للمؤلفة قلوبهم وتكون المأمورية الثانية مأمورية الوطنيين المخلصين للوطن والراغبين فى بناء الدولة !!
يفترض فى أصحاب العمائم أن يكون هدفهم الوطن ووحدته و لحمته الاجتماعية ولعل الرئيس الغزواني لم ينجح فى شيئ مثل مانجح فى إعادة الألفة بين فئات المجتمع الواحد ذلك أنه تصاعدت قبل عهده وتيرة عنصرية مقيتة وثقافة شرائحية رديئة حتى أصبح المجتمع كأنه وحدات غير متجانسة يخال المرء ألا رابط بينها مع أنها فى الحقيقة لا يفرقها شيئ..!
ويفترض فى أصحاب العمائم أن تكون المحافظة على قيم المجتمع وحماية مقدساته الدينية هي أولى الأوليات عندهم ذلك أنه بحماية مقدسات الأمة تبقى الأمة وبالمحافظة على أخلاقها يكون بقاؤها ولعل المسحة الأخلاقية التى التحف بها نظام الرئيس الغزواني كانت محل إشادة ودعم من الجميع ..
هذه مطمئنات جاذبة لمن همه الوطن ووحدته وبقاؤه وصلاح حاله فى قابل الأيام ..
ولعل المساءلة غير موضوعية أصلا إلا فى سياقها الزماني هذا وهو وجود صاحب عمامة محترم مشهور ضمن المترشحين ..
غير أنه يظل على وجاهته فى السياق غير وارد من وجه آخر
فمتى كان أصحاب العمائم من مناوئي السلطان مهما كان ذاك السلطان ؟
قد يفهم البعض هذا الموقف فى سياقات مصلحية - وقد يكون فى ذلك شبهة من الحق - لكن الحقيقة أن هذا موقف مبني على لزوم طاعة ولي الأمر والتى أول ابن العربي المعافري بأنها لمن تولوه لا من يستحقونه ..
ذلك لأن معيار الأحقية والاستحقاق إضافية نسبية والأهم من كل ذلك فى معيار الشرع هو ما يكون فيه حال الأمة أكثر أمنا واستقرارا وصلاح حال ..
ينضاف الى ذلك أن فى اعتبارات الفقه السلطاني لا لزوم لمسألة المأمورية ذلك أنه لم يعرف عن السلف توقيت لمدة الولاية
فإذا كان السلطان ذو كفاءة فلا معنى لتنحيته وهو ما زال يسوس البلد باقتدار وحسن صنيع
وإذا كان الامر غير ذلك فلا معنى لبقائه ولو ليوم واحد !!
ولقد قال شيخنا العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله
إلا إذا قدر أن يزاحا بغير فتنة فلا جناحا
الشاهد فى هذا كله أن دعم أهل العمائم للرئيس الغزواني هو الأصل ولا يعاب المتمسك بالأصول إنما يعاب المتمسك بالفروع مع وجود الأصول ..!!

د.الشيخ ولد الزين الامام