بسبب قصور في الفهم بالنسبة بعض الناخبين و لا مبالاة للبعض الآخر من المنتخبين للخدمات المقدمة تتسع الفجوة وتضعف العلاقة بين الاثنين في العديد من الدوائر الانتخابية في مقاطعة لعيون.
وذلك بعد أن أفرزت عملية الانتخابات البلدية والنيابية والجهوية الماضية شباب من حزب الإنصاف الحاكم في موريتانيا يتمتعون في الغالبية بالثقافة ويفتقدون لسند سياسي مؤطر يمكنهم من تجاوز العقبات وإكراهات المهنة من خلال معايشة المواطن الذي حملهم على كتفه.
حيث أن أغلب هؤلاء المنتخبين أصبح لديهم انفصام بقواعدهم الانتخابية فلا يردون على رسائلهم " الواتسابية" ولا يهتمون لاتصالاتهم الهاتفية، ويكفيهم استعراض في مواسم انتخابية او انضمامات لتحالفات سياسية بعيدة عن خطة تنمية تساعد في النهوض بدوائرهم الانتخابية .
أن أهم الأمور التي يريدها الناخب من المنتخب، والسياسي بشكل عام في مقاطعة لعيون ضرورة حسن اختيار من يتولى أمورهم أثناء فترة الترشيح ، وأن تكون معايير الإختيار على مستوى من الثقافة العالية والخبرة والكفاءة والقدرة على العمل المنوط به والتعايش السلمي مع الساكنة.
لكن إكراهات السياسية والضغط الإجتماعي انقلب في الغالب على خيار الناخب في دائرة مقاطعة لعيون عموما ، فهناك منتخبين لم يقوموا بجولة ولو واحدة في دارتهم الانتخابية ولم يكلفوا انفسهم الاطلاع على مشاكل المواطنين و أصبحوا يعيشون قي برج عاج بعيد عن ضجيج ومآسي الساكنة.
كما أن هناك بعض من المنتخبين أصبح محبطا لعدم تثمين النظام الحالي لتضحياته السياسية بعد أن خدمه من عدة محاور ، أدى ذلك إلى عدم اهتمامه بدائرته الإنتخابية ، إضافة إلى بعض اكراهات الثقافة المجتمعية لدى ناخبيه في المقاطعة .
في المقابل هناك منتخبون أقرب إلى الناخب في بعض البلديات وإن كانوا ثلاثة فقط يتعايشون معه ، لكن أبرز التحديات التي تواجههم ، ضعف " السند" الحكومي الذي يمكنهم من الاستجابة لمطالب المواطنين في العديد من المجالات الخدمية.
وضمن عمد البلديات الريفية في مقاطعة لعيون يوجد هناك اثنان يعيشان نوعا من الأوهام والدراسات " الخيالية" ، مما يتطلب ذلك تدخل من سند اجتماعي وسياسي لمعالجتمهم ووضعهم على سكة يخدمون من خلالها المواطن ، بعد انتزاع الأفكار الخاطئة التي تعيش في مخيلاتهم .
وفي الأخير وعطفا على المنتخب فإن هناك تحديا يواجهم في مقاطعة لعيون وهو أن الناخب "بجشعه " في الغالب يعتبره بطلا ولديه العصا السحرية لتحقيق الرغبات، وإن لم يكن كذلك فإنهم يعتبرونه ومقصرا في حقهم ،