تونس : الشرطة تلقى القبض على رئيس حركة النهضة

ثلاثاء, 18/04/2023 - 10:45

ألقت الشرطة التونسية، أمس الإثنين، القبض على رئيس "حركة النهضة" راشد الغنوشي.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية إن الغنوشي أحضر للاستجواب، وتم تفتيش منزله بناءً على أوامر من النيابة العامة، عقب "تصريحات تحريضية".
وأضاف المسؤول أنه سيبقى على ذمة التحقيقات لحين اتخاذ النيابة العامة القرار في شأنه.

وأعلنت "حركة النهضة" أن رئيسها أوقف مساء الإثنين على أيدي وحدة أمنية دهمت منزله في العاصمة واقتادته إلى "جهة غير معلومة"، معتبرة ما جرى "تطوراً خطيراً جداً"، مطالبة "بإطلاق سراحه فوراً، و"الكف عن استباحة النشطاء السياسيين المعارضين".

وفي وقت لاحق، قال مسؤولون من الحركة إن قوات الشرطة داهمت المقر الرئيس للحزب بالعاصمة تونس وبدأت إخلاءه وتفتيشه، اليوم الثلاثاء، بعد ساعات من إلقاء القبض على الغنوشي.
وقال القيادي في الحركة رياض الشعيبي القيادي لـ"رويترز" إن الشرطة أظهرت إذناً قضائياً وبدأت إخلاء المقر من كل من فيه.

ومثل الغنوشي (81 سنة) مراراً أمام القطب القضائي لمكافحة الإرهاب في إطار تحقيقات معه في قضايا عدة تتعلق بالإرهاب والفساد.

وأكد الشعيبي في تصريح لـ"اندبندنت عربية" أن "فرقة أمنية داهمت منزل راشد الغنوشي تحديداً مع أذان المغرب، أي وقت الإفطار، وقامت باقتياده إلى جهة غير معلومة"، مضيفاً أن "عناصر أمنية قامت بتفتيش منزل الغنوشي في إحدى ضواحي العاصمة تونس". وأشار إلى أن الأمن لم يوضح أسباب التوقيف ولم يقدم أي تفاصيل، لكن الشعيبي يعتقد أن تصريحات الغنوشي الأخيرة كانت وراء إيقافه.

وعقدت "حركة النهضة" ندوة صحافية في مقرها المركزي بتونس العاصمة عقب توقيف الغنوشي، وأكدت أنها "لم تفهم سبب تنكيل السلطة القائمة بالغنوشي والتعامل معه بهذه الطريقة على رغم أنه كان متعاوناً في عديد المرات إثر التحقيق معه".

وحمّلت الحركة السلطات مسؤولية السلامة الجسدية للغنوشي، معتبرة أن "السلطة فشلت في تقديم حلول للأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وهي الآن تهرب للأمام باستهداف السياسيين من أجل إلهاء الرأي العام".

وجاء توقيف الغنوشي بعد تسريب مقطع لمحادثة جمعت بينه وبين قيادات من "جبهة الخلاص الوطني"، وهي جهة معارضة لمسار الرئيس قيس سعيد، اعتبر الغنوشي فيها أن "إبعاد الإسلام السياسي في تونس هو مشروع لحرب أهلية".

وأضاف "لا تصور لتونس من دون طرف أو ذاك، تونس من دون نهضة، تونس من دون إسلام سياسي، تونس من دون يسار، أو أي مكون، هي مشروع لحرب أهلية، هذا إجرام في الحقيقة".

"حرب أهلية"

واعتبر عديد من المتابعين للشأن العام في تونس أن الغنوشي هدد ودعا إلى العنف والحرب الأهلية بعد حملة منظمة قادتها حركته على الدولة وقواتها المسلحة من أمن وجيش وطني، وذلك بعد ما كتبه صهر الغنوشي رفيق عبدالسلام.

وكتب القيادي بالحركة رفيق عبدالسلام في منشور على "فيسبوك"، ''الحقيقة التي يجب أن تقال ومن دون مواربة هي أن مقولة حياد الجيش التونسي وابتعاده عن السياسة كذبة كبيرة لا يمكن أن تصدق، ويجب أن يتم التوقف عن ترويجها".

واتهم عبدالسلام الجيش بـ''تحريك دباباته للانقلاب على الدستور والمؤسسات''، معتبراً أنه ما كان بمقدور رئيس الجمهورية "إحكام قبضته على السلطة من دون دعم الجنرالات وإسنادهم".

وتبرأت الحركة من تصريحات عبدالسلام وقالت في بيان صدر قبل أيام إن "مواقف الحزب الرسمية يعبر عنها فقط رئيس الحزب وناطقه الرسمي". وشددت على ''مواقفها الثابتة في احترام المؤسسة العسكرية وتثمينها دورها في حماية الثورة ومسارها الانتخابي وفي الحرب على الإرهاب".

يشار إلى أن "تهم الإرهاب" تلاحق "حركة النهضة"، وأهمها الاغتيالات السياسية التي طاولت تونس قبل سنوات.