مستشار بمفوضية الأمن الغذائي يكتب ... / الخبر الصحيح عن ضربة التسبيح

ثلاثاء, 21/02/2023 - 23:02

الخبر الصحيح عن ضربة التسبيح
بعد أيام من تسلّم المهام ضُربت للشيخ الرئيس خيمة أمام القصر، وفى ركن منها تمّ بسط "ألويش" أبيض وثير وأطفئت الأنوار فيها إلاّ من نورٍ خفيف، يلائم صفاء و هدوء أماكن التعبد...
فجاء الشيخ الرئيس وصلى ركعتيْ شكرٍ لله تعالى، واستوى فى جلسته متجها إلى القبلة وعن يمينه خُفَّيْه و "مقرج" وبيده سبحته ذات الحبّات السوداء المدوّرة الملساء، الموزّعة بعناية، تفصل مجموعة من حبّاتها عن بعض،على طول السبحة ذات المائة حبة،حبّات ذات لون أرجواني جذّاب؛ وفى نهاية السبحة "تراد"واسلاك دقيقة أُحْكِم شَدُّها .
وضُربت بجانب خيمة الشيخ الرئيس، خيمة أخرى و بُسطت فيها الفُرُش والوسائد،وتجمّع فيها خلق كثير يعبّر عمّا يُعرف بالطيف السياسي فى البلد...
فهذا أب المعارضة العتيد، العنيد أحمد ولد داداه معه ولد لمات عن يمينه ويعقوب ولد أمين عن يساره ، وبجانبه أخوه مسعود مع رفيقه الخليل و ذاك محمد ولد مولود و جلس قريبا منهم جميل منصور وباقى أبناء واحفاد الأب المعارض المؤسس أحمد الذين خرجوا عن طوق والدهم وأخذوا مواقع بينية ضمن المشهد السياسى غير الثابت، ثم يأتى أصحاب الحقائب و عنوانين المجتمع المدني المختلفة..
وما لبثوا أن نوديَّ على أحمد ولد داداه، من جهة خيمة الشيخ الرئيس ، فدخل جاثيا على ركبتيه أمام الشيخ الذى وضع يده اليسرى على رأسه وضربه ثلاث ضربات بالسبحة وهو يتمتم بكلمات غير مسموعة ، مشيرا على التلميذ الواقف بجانبه الماسك بزجاجة عطر بخاخ أن ينفث عليه زخات ثلاث ، فعطس إثرها أحمد فسقط يعقوب و عطس أخرى فهوى ولد لمات...
ثم نوديّ على مسعود فدخل يتوكأ على عصاه، يعينه على الدخول فتى يُعرف بالخليل المرجعية، ثم أخذ حصته من بركة الشيخ الرئيس، ثلاث لمسات بالسبحة ونفثات مثلها من البخاخ، ودعاء بالبركة والتوفيق للخليل المرافق له...وبعد ذلك جاء دور محمد ولد مولود، ودخل وهو يتأمل السبحة محاولا لمسها بيده ، لكن الشيخ الرئيس بادره بضربة بكفّه على صدره ودعا له بالهداية، فخرج مبتسما وهو يتحدّث عن النور الباهر الذى أضاء له جنبات الخيمة، ويتعجب من رائحة العطر الزكية التى لم يعهدها من قبلُ. و جاء دور جميل فدخل، فتلقاه الشيخ بخمس ضربات خلافا لأقرانه ونفثات خمس كذلك وذلك لما أبصر فيه الشيخ الرئيس من حاجته لزيادة الجرعة ...فهدأ وأنحنى برأسه دليلا على تواصله واستسلامه لإرادة الشيخ الرئيس. فسأله عن الشاب المرافق له فأجابه، إنه إبنى إنه من أهلى. وبعد ذلك توالت قيادات الاحزاب ، معارضة وموالاة، ورموز المجتمع المدنى من منظمات نسوية وغيرها، والشيخ يضرب بسبحته ومريده ينفث من ذلك البخاخ المبارك.
و حان وقت صلاة الظهر فأذن المؤذن ، الصلاة جامعة، فاصطفّ الجميع خلف الشيخ الرئيس... و بعد الصلاة و ما يليها من أدعية وتلاوة، أذّن المؤذن أن بورك لكم؛ لقد انتهت المعارضة.
فدعا الشيخ الرئيس للجميع و ودّعهم وهم مسرورون أن قضوا على جميع أشكال الخلاف.
ابراهيم ولد صالح
مستشار بمفوضية الأمن الغذائي