حتى لا تتحول فرحة العيد إلى حزن!
من المعروف لدى الجميع بأن هناك مناسبات تكثر فيها حوادث السير، ومن هذه المناسبات العطل السنوية (موسم الخريف) وأيام الأعياد والمواسم الانتخابية. ومن المعروف أيضا بأن مناسبتين من هذه المناسبات التي تكثر فيها عادة حوادث السير قد تزامنتا في أيامنا هذه: عيد الأضحى المبارك، وبدء موسم الخريف، ولذا فقد تم تسجيل عدة حوادث سير مميتة خلال يومي الخميس والجمعة.فمن فجر يوم الخميس الموافق 8 أغسطس 2019 إلى مساء الجمعة (ليلة السبت) الموافق 10 أغسطس 2019 توفي على الأقل 9 أشخاص بسبب حوادث سير، نحن هنا نتحدث فقط عن من توفى بشكل فوري في تلك الحوادث، أما من أصيب بإصابات بليغة وتوفي فيما بعد فهو لا يدخل في هذا الرقم.
ففي صبيحة يوم الخميس الموافق 8 أغسطس وقع حادث سير عند الكلم 70 شرق واد الناقة وتوفي فيه 6 أشخاص، وفي ظهر يوم الجمعة 9 أغسطس وعند الكلم 20 غرب بوتلميت وقع حادث سير آخر أصيب فيه 5 أشخاص بإصابات وصفت بالخطيرة، وفي مساء الجمعة (ليلة السبت) وقع حادث سير قرب التاكلالت على طريق المذرذرة توفي فيه شخصان، وفي نفس الوقت تقريبا، وعلى طريق أكجوجت نواكشوط، وعند الكلم 60 وقع حادث سير آخر توفي فيه رائد من القوات الجوية.
إنها ـ وبلا شك ـ حصيلة ثقيلة، تذكرنا من جديد بأننا نعيش حرب طرق حقيقية، وبأنه قد أصبح من واجبنا جميعا أن نتعاون من أجل الحد من عدد ضحايا هذه الحرب والتي لم تسلم منها أي أسرة موريتانية، فاليوم يصعب أن تجد أسرة موريتانية إلا ولديها ذكريات أليمة خلفتها "حرب الشوارع" هذه.
لقد تعودنا كناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي أن نحزن مع كل حادث سير أليم، ولا شك أننا حزنا كثيرا خلال اليومين الماضيين، ولكن هذا الحزن سيبقى عديم الجدوى إذا لم نحوله إلى أنشطة افتراضية وميدانية للتوعية والتحسيس ضد حوادث السير، هذا فضلا عن ضرورة توحيد جهودنا للضغط على الجهات الرسمية حتى تقوم بما يلزم من أجل الحد من الخسائر المادية والبشرية التي نتكبدها يوميا بسبب "حرب الشوارع" هذه.
نحن بحاجة إلى المزيد من التوعية والتحسيس خلال أيام العيد وعلى طول موسم الخريف، وهذا ما نحاول أن نقوم به في حملة "معا للحد من حوادث السير" تلكم الحملة التي كانت قد انطلقت في مثل هذه الأيام من العام 2016، والتي افتتحت موسمها للعام 2019، وهو موسمها الرابع، مساء الجمعة الموافق 9 أغسطس 2019 من نقطة تفتيش "تيفيريت" ومن خلال نشاط تحسيسي شارك فيه عدد من نشطاء الحملة. وستتواصل ـ بإذن الله ـ أنشطة الموسم الرابع في الأيام والأسابيع القادمة، وسيكون من بين تلك الأنشطة نشاطا يتعلق بتسليم العريضة المطلبية للحملة للوزير الجديد للتجهيز والنقل، وهي العريضة التي كان قد تم تسليمها لرئيس الجمهورية خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الماضية.
وهذه هي المطالب الست التي تتضمنها العريضة:
1ـ المسارعة في إصلاح وترميم المقاطع المتهالكة من الطرق الحيوية، وخاصة طريق "الأمل" وطريق "روصو نواكشوط"، على أن تكون عملية الترميم من بعد ذلك فورية على هذه الطرق الحيوية، أي أنه كلما ظهرت حفرة على هذه الطرق الحيوية يتم ترميمها بشكل فوري.
2 ـ توفير فرق إسعاف وإنقاذ بكامل التجهيزات على كل المقاطع الحيوية من الطرق
3 ـ تفعيل نقاط التفتيش والصرامة في تطبيق قواعد السلامة المرورية
4 ـ إجبار شركات النقل على وضع أجهزة مثبت السرعة في حافلاتها (90 كلم/ للساعة) مع ضبط وتنظيم حركة الشاحنات وتحديد أوقات معينة لتحركها، وخاصة على مقطع (نواكشوط ـ بوتلميت)
5 ـ مراجعة مبلغ الدية، وتفعيل دور شركات التأمين.
6 ـ الاهتمام بالتوعية والتحسيس، وتخصيص أسبوع وطني للسلامة المرورية.
اعتذار : طلب مني عدد من القراء أن أكتب مقالا تحليليا عن الحكومة الجديدة، ولا شك أن الحدث يستحق، فهذه أول حكومة في عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. يؤسفني أني لم أستجب حتى الآن لهذا الطلب، والسبب في ذلك يعود إلى أني أخصص هذه الفترة من السنة للكتابة عن حوادث السير وللمشاركة ميدانيا في أنشطة حملة "معا للحد من حوادث السير".
حفظ الله موريتانيا..
محمد الأمين ولد الفاظل