جدد محمد الشيخ ولد امخيطير، كاتب المقال المسيء للجناب النبوي الشريف، مساء أمس الجمعة، توبته أمام 25 عالماً وإماماً اجتمعوا في مسجد « ابن عباس »، وسط العاصمة نواكشوط، وفق مال أكدت مصادر خاصة لـ « صحراء ميديا ».
وقالت مصادر « صحراء ميديا » إن العلماء والأئمة الذين حضروا اللقاء كان يتقدمهم العلامة أحمدو ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن، إمام الجامع السعودي، والعلامة ابين ولد ببانه وآخرين من الجماعة التي حضرت اللقاء مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز قبل أسابيع.
وجرى اللقاء بعد صلاة المغرب، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها الشرطة في محيط المسجد، فيما وصل كاتب المقال المسيء محاطاً بعناصر من الشرطة، ولم يحضر من وسائل الإعلام سوى قناة « الموريتانية » الرسمية.
وجدد ولد امخيطير توبته من الإساءة للجناب النبوي الشريف، وألقى قصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وأجهش بالبكاء أثناء تجديد توبته أمام العلماء والأئمة، وفق ما أكده أحد الحاضرين لـ « صحراء ميديا ».
في غضون ذلك تحدث الإمام أحمدو ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن، خلال اللقاء، عن خلاف المذاهب حول حكم المسيء، وأورد مختلف الأقوال بخصوص قبول توبته.
وسبق أن أعلن كاتب المقال المسيء توبته أثناء محاكمته، وجددها في ظهوره الإعلامي الأول قبل أيام في قناة « الموريتانية » الرسمية، ولكن هذه التوبة تثير الكثير من الجدل في أوساط الموريتانيين وتباينت آراء العلماء حول إن كانت تردأ عنه حكم القتل وفق مشهور المذهب المالكي.
وكان الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز قد دعا مطلع هذا الشهر أربعين عالماً وإماماً، وعرض عليهم ملف المسيء، وخلصوا إلى أن يعهد للجنة من العلماء والأئمة مهمة التحقق من توبته وبعد ذلك الإفراج عنه بعد أن يعلنها أمام الرأي العام.
وعاشت موريتانيا خلال السنوات الأخيرة غضباً شعبياً واسعاً بسبب هذا المقال المسيء الذي كتب نهاية عام 2013، واعتقل كاتبه مطلع عام 2014، وحكم عليه في البداية بالإعدام بعد أن أدين بتهمة « الزندقة »، ولكن محكمة الاستئناف عادت وكيفت التهمة على أنها « ردة » وأجازت النظر في قبول توبته، وهو ما أكدته المحكمة العليا نهاية 2017.
في غضون ذلك لم تفرج السلطات عن كاتب المقال المسيء وتحفظت عليه بموجب « مقرر إداري »، وذلك خشية أن يتسبب الإفراج عنه في زعزعة الأمن والاستقرار في البلد، خاصة وأن مئات آلاف الموريتانيين تظاهروا رفضاً لحكم المحكمة العليا.