الأطفال ضحايا ايتميز المجتمع الموريتاني عن بقية المجتمعات الأخرى ، بالعديد من العادات والتقاليد ومن هذه العادات ما يتعلق بالزواج والطلاق ، و تختلف نظرة المجتمع الموريتاني المطلقة عن بقية المجتمعات العربية والإفريقية التي تنظر إليها نظرة مختلفة .
فالمطلقة الموريتانية لا تجد صعوبة في الزواج مرة ثانية وثالثة ورابعة حتى وإن كان لديها أولاد من أزواج سابقين .
لكن هذه الإيجابية في المجتمع الموريتاني لها سلبياتها العديدة ، وما ينجم عنها من تفكك أسري ينعكس على الأبناء وتربيتهم والمسؤولية عنهم .
كثير من الأزواج بعد الطلاق يترك الأبناء لأمهم ويذهب هو لشأنه متخليا عن كافة مسؤولياته تجاههم ،
ما قد يعرض الأبناء للضياع خاصة أن الأم في هذه الحالة تلعب دور المربي والمعيل في آن واحد وهو أمر بالغ الصعوبة ، وقد بادرت بالدولة الموريتانية إلى إصدار مدونة الأحوال الشخصية عام 2001 بعد مصادقة البرلمان ومجلس الشيوخ عليها أنذاك .
وتهدف المدونة إلى تنظيم الأحوال الشخصية وضبطها وقوننتها ،
تقول : دليت بنت هدو رئيسة مصلحة النزاعات الأسرية بوزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة
إن الطلاق في موريتانيا وصل حداً مخيفاً ، وأن عادات وتقاليد المجتمع لا يزال لها سلطان قوي ، فمعظم النساء لا يلتزمن بالمسطرة التي تضمن لهن حقوقهن وحقوق أبنائهن، وتقضي تلك المسطرة بأن أي زوج رغب في الطلاق عليه أن يصرح بذلك أمام القاضي بحضور الزوجة، وعلى القاضي أن يلزمه بنفقة الأطفال، وغالبية النساء لا تعي أهمية هذه المسطرة، أو تعتبرها مخالفة لمنظومة العادات، وبالتالي تضيع حقوق المطلقة والأطفال أيضاً، وتضيف أن حالات الخلاف الزوجي التي تصلنا في مصلحة النزاعات الأسرية تراوح نسبة الطلاق فيها بين 39 إلى 41 في المئة.
الأطفال وحدهم من يدفع ثمن هذا التفكك بتأثيره سلباً في حاضرهم ومستقبلهم. ويرى الباحثون في الشأن الاجتماعي أن التفكك الأسري يؤثر في التوازن النفسي للأطفال، وينعكس سلباً على مستوى التربية والتعليم لديهم ، ومعظم المتعثرين دراسياً ينحدرون من أسر مفكّكة. وتقول الإحصاءات إن "حوالي 96 في المئة من الأطفال دون سن الـ 15 يعيشون مع أمهاتهم بعد الطلاق، وتتقلص النسبة إلى أقل من 85 في المئة بعد تجاوز سن الـ15".
فاطمة وهي مطلقة و أم ل 3 أطفال غير أشقاء ، تقول: بسبب عادات وسطي الاحتماعي تزوجت مبكرا من ابن عمي رزقت منه ابني الاكبر ، تطلقنا بعد سوء تفاهم وعدت إلى أهلي أحمل معي ابني ومن ساعتها لم يسأل عنه ، تزوجت بعد ذلك مرتين انجبت في كل مرة والحمد لله ، تضيف فاطمة هذه هي عقلية اغلب الرجال الموريتانيين عندما يهجرون زوجاتهم و يكون الضحايا هم الأبناء .
وتبلغ نسبة الطلاق في موريتانيا
حسب إحصاءات "رابطة النساء معيلات الأسر"، وهي منظمة موريتانية غير حكومية، إن "المعلومات الموثّقة لديها تؤكد أن نسبة الطلاق تفوق الـ 50 في المئة في الأرياف والمدن الداخلية، بينما تناهز في العاصمة نواكشوط الـ 53 في المئة".
وهي نسبة مرتعفة جدا بالمقارنة مع بقية المجتعمات الأخرى .
ويرجع الباحث باب ولد سيد احمل أعلى أرتفاع نسبة الطلاق في موريتانيا لعدة أمور منها ماهو أجتماعي وأقتصادي بالإضافة للعادات والتقاليد التي تلزم الزوج
تكاليف إضافية فوق طاقته خاص في الاعياد والمناسبات الاجتماعية .
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.
سيدي ولد احمد لعلي