يهاجمك البعض و يعارضك بشدة حينما تبدي رأيا صريحا حول جدلية قائمة في مجتمع البيظان تتعلق بحقائق حول النسب و معطيات عن الزواج و الأصول و المكانات ، فالخوض فيها بمثابة براكين تكاد تثور و زلازل توشك أن تضرب في كل مكان و حينما يتم تناول تلك القضايا الحساسة بالنقد و التمحيص أو يعمل بعض المهتمين على تشذيبها و جعلها في صيغة مقبولة و في إطار صحي مقنع يجري في سياق تاريخي لا يلغي الحقائق و لا يطمس ابعاد و ملامح المسائل الوجيهة فيها . فتثور ثائرة الثائرين و يجن جنون طباويين.
فلنفهم بأن الكلام عن شريحة معينة هو كلام عن مفاهيم مغلوطة حولها جعلتها في دائرة مغلقة و في تصور خاطىء أضر بالمكانة و شوه الدور و احط من القدر و حول العرض إلى مال (هوش) و عرضة للنيل و المساس منه إذ لا حماية و لا ذب عنه ، لا دفاع و لا رفض لكل ما يتعرض له من سب و شتم و إذلال بشتى أنواع العبارات البذيئة و الحكايات الساخرة و الكلمات الجارحة ، الشيء الذي أيقظ النفوس و حرك المشاعر في اتجاه تحرير العقول من سجن الحاجة و من قبضة الخوف و تحكم عوامل التبعية العمياء .. لذا حبر القلم و نطق اللسان رفضا لواقع مألم و لمفاهيم ظالمة و لمعطيات غير منطقية تفقد الإنسان إنسانيته و تجعله أحيانا لا يحمل سوى درجة الحيوان من جهة التعامل و مستوى الاعتبار .. في هذا الواقع الثنائي القائم على التفاوت و المبني العلية و السفلية ..قال الباحث عن حقه في الوجود و الاعتبار (لا) للظلم مهما كان المبرر و المصدر و (نعم) للمساواة دون قيد أو شرط ، فهل في ذلك عيب ؟ هل في طلب الحرية و العدل و الإنصاف و المساواة خطر على الوحدة المجتمعية و تماسك الشعب و تضامنه و تلاحمه؟ أم أن الخطر الحقيقي هو الظلم البين الذي يكمن في استمرار تفاوت ظالم ينزع عن البعض صفة الكمال و يعطيها للبعض الآخر دون وجه حق و تحت مبررات واهية لا تقنع سوى من يستفيد من بقائها ؟
لن نظلم أحدا طرحا و لا ممارسة لكننا لن نقبل بظلم أحد طرحا و ممارسة و اعتقادا ، و سنعمل جاهدين على تصحيح مفاهيم أضرت بالسمعة و مست من الثوابت و حولت جماعة خدمية إلى مثال حي للمعاناة المعنوية و المادية ، و سنسعى لأحقاق الحق و لو بشطر كلمة في واقع اللامعقول فيه هو السائد .
الخليفه محمد الجلاد