السؤال الذي أربك الرئيس السابق ونقض تعهده بالصراحة

جمعة, 28/08/2020 - 07:12

حاول الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، منذ بداية ظهوره في مؤتمره الصحفي الذي نظمه الليلة في باحة منزله بنواكشوط، أن يبدو متماسكا ومنفتحا على كل التساؤلات التي سيطرحها الصحفيون، حيث تعهد بالصراحة والإجابة على كافة الأسئلة.

ورغم تلك المحاولة لم يستطع ولد عبد العزيز إخفاء التوتر وعدم الارتياح النفسي، رغم أن قسمات الوجه ولغة الجسد تتحسن كلما تقدم وقت المقابلة، وإن كان السؤال عن مصادر أمواله، الذي تكرر بأكثر من صيغة وعلى ألسنة العديد من الصحفيين، لم يترك للارتياح سبيلا للانسياب.

لقد بدا الرجل متقنا لتسلسل الإجابات التي تَعَوَّد على معظمها طيلة عقد كامل من ممارسة الحكم، سواء كانت الإجابات مطابقة للواقع أو مجانبة للصواب.

غير أن سؤالا واحدا كان كفيلا بنقض تعهد الرئيس السابق، في مستهل حديثه، بالصراحة والإجابة على كل الأسئلة المطروحة التي نفى عنها صفة الإحراج.

السؤال متعلق بمصادر ثروة ولد عبد العزيز التي أعاد اعترافه بأنها طائلة، وأنها لا تشمل مرتبه كرئيس للجمهورية طيلة عشرة أعوام.

ومما لاحظه المراقبون باستغراب تام عدم معرفة الرئيس السابق لمرتبه الشهري بشكل دقيق.

لقد أدى الارتباك بولد عبد العزيز إلى تقديم إجابات متعددة وغير مقنعة لسؤال مصادر ثروته، فتارة يقول إن الصحافة غير معنية به باعتباره سرا ليس ملزما بتقديمه لها "مان متعاطيين اسرور"، وحينا يقول إنه يعرف جيدا من أين اكتسبها دون أن يفصح، وطورا يجيب متهكما بأنه ربما تحصل عليها بالشعوذة "لحجاب".

لقد مضى وقت المؤتمر الصحفي الطويل دون أن يتمكن الرأي العام من معرفة مصادر ثروة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وهو السؤال الأهم في ظل اتهامه بالتربح من عمليات فساد كبرى طالت أموال الدولة وثرواتها الطبيعية والمتجددة.

تحرير وكالة الوئام الوطني للأنباء