مشكلة وسائل التواصل الاجتماعي مشكلة قائمة في مجتمع لم ينتصر بعد على عوامل البداوة و لم يستطع تحقيق الدولة الوطنية التي ننشدها و لم يتجاوز بعد عقدة التفاوت و لغة التباين و التعارض ، الشيء الذي جعل من وسائل التواصل و هواتفها الذكية قنبولة موقوتة تفجر في كل وقت فضائح هنا و هناك بشكل ملموس مما يفت في قوة الثوابت العرفية و يوحي بأن ما تم بناءه من عادات و تقاليد لم تعد في الوقت الراهن بمقدورها مواكبة ضرورات الحداثة و ما تفرضه من قيم جديدة ، و لم يعد يمتلك الأبوين بموجب ذلك المعطى الحداثي سلطة التوجيه و التربية وحدهما داخل البيت و إنما أصبحت للتلفاز و مسلسلاتها الأجنبية و التلفون و وسائل تواصلها المختلفة التأثير الأكثر على عقول الناشئة ، في حين تضعف فيه الرقابة و التوجيه السليم و يصبح الأبناء عرضة لكل وافد ، و كل شيء تلقي به العولمة في بحرها الهائج و قريتها الكونية الكبيرة التي ليست لها حدود .
لا بد من إرادة فاعلة و خطوات جادة بهذا الخصوص للتعامل مع روح العصر بإيجابية و وعي و تفهم و حذر ، و التخلي في الوقت نفسه قدر الإمكان عن اسباب حدوث ظاهرة التمرد ، عن مراجعة مواقف و محددات كانت و لا تزال البنات بالذات ضحاياها ، و ظلت هي السبب الفعلي للتمرد المذكور و الخروج عن المألوف ، فأبانت بوضوح عن و مواجهة قائمة بين تقاليد موروثة و عادات حديثة فرضها الواقع الاجتماعي الثائر على ماضيه و ما فيه من قوانين عرفية ، مما يتطلب منا جميعا إدراك ذلك و تجرع مرارته و جعل الحكمة هي الوسيلة المتاحة لنا لمواجهة ما يحدث من تغير و تحول جارف في المجتمع و على كل الأصعدة .
الخليفه محمد الجلاد