شرف الحرب التى لا بد منها :
أمام فخامة رئيس الجمهورية الآن فرصة تاريخية لتدشين حرب فيصلية مع المفسدين الذين أخذوا ينظمون صفوفهم استعدادا للمواجهة و دفاعا عن المسروقات التى بحوزتهم .
لقد بدا منذو الوهلة الأولى أن فخامته كان يود غير ذات الشوكة فى هذه الحرب فحاول أن يترك الجميع فى كنف ستر الله تعالى إلى أن يكون الرأي العام و القانون هما من يجر الضالع فى جرائم المال العام إلى العدالة ، و هو ما أثار العديد التساؤلات عن موقف الرئيس من المفسدين كما أثار الشكوك حول قدرته على مجابهة الأباطرة الكبار منهم .
غير ان وسائل التواصل الاجتماعي كانت بمثابة المنبه الذى لا يهدأ فى التشهير بهؤلاء ، حتى تكون رأي عام مطالب بالمحاسبة و استرداد ممتلكات الشعب بما يشكله ذلك من استفزازات لهؤلاء تعززت باستجواب اللجنة البرلمانية لبعضهم ، فأصبح من الواضح أننا نتقدم شيئا فشيئا نحو محاسبة هؤلاء فعلا .
إن تعدد الملفات و ضخامتها ولدت لدى المتجاسرين على القانون المستميتين فى الدفاع عن ما بحوزتهم من المال العام الإحساس بالخطر الوشيك و جعتلهم يتحدون شاهرين اسلحتهم استعدادا للمواجهة .
و هكذا وجد الرئيس نفسه وجها لوجه فى معركة لم يك له منها بد و ليس له عنها محيد .
و هي فى ذات الوقت تمنحه فرصة ليدخل التاريخ من بابه الواسع و ليكسب قلوب مواطنيه و قد ايده الله تعالى الآن بانسجام وطني غير مسبوق ، و أمكنه ممن كان بمقدورهم الهرب ، و ذلك بإغلاق الحدود و المطارات فى وجوههم بسبب الجائحة العالمية .
و لم يبق أمام السيد الرئيس إلا تحمل المسؤولية و استحضار أن الوطن فوق الأشخاص ، و أن الدولة أقوى من المفسدين ، و أن يتخفف من أدران العشرية و أشخاصها ، و أن يعمد إلى ذوي الكفاءات و الأيدى النظيفة للإقلاع بالبلاد من هذا الوحل الخطير .
فما أحوج موريتانيا إلى إيقاف النزيف و إسترجاع المنهوب و تطبيق العدالة .
أحمد جدو ولد الجيلاني