إن الذين يتشفون اليوم باستدعاء الرئيس السابق من طرف زمرة من النواب كانت هي أول من قرعت طبول المأمورية الثالثة بوجوه كالحة تلبس الآن أقنعة خلف العهد .. لن تجعلنا تلك الافعال الحربائية نثق فيما تقوم به ، بل إننا على يقين تام بأنه تصرف لا يصب في صالح الشعب و ليس من أجل إقامة حكم عادل أو إرساء نظام مدني في البلاد ، او استعادة حق ضاع او مال أنتهب ، و إنما لحاجة في نفس يعقوب ، و لرغبة في تهديم كلما تم بناءه من علاقات و ما تحقق من منجز في ظل محيط فاسد لا يحتضن سوى المفسدين و لا يسمح بسماع صوت سوى المخربين .. المحاسبة مطلوبة لكن للأسف دعاتها غارقون في الفساد منه ركبوا v8 ، و بنوا العمارات و الأسواق و بذروا و بددوا الأموال و لم يستحوا من أقوال محفوظة عنهم ، مجدت ، فخمت ، صوتت بالتزوير و دافعت باستماتة عن نظام تدعو لمحاكمته ، و هي فيما مضى كانت جزء منه ، مندمجة فيه ، و أولى لها أن تحاسب أنفسها قبل أن تحاسب ولي نعمتها في العشرية المشتركة ، التي لن يكون ضحيتها الرئيس وحده بل كل الرؤوس أينعت و حان قطافها .
تجمهروا في كل مكان ، عقدوا الندوات هنا و هناك ، شكلوا المبادرات تلو المبادرات تحت صور الرئيس السابق ، طالبوه بنكث العهد و الحنث في القسم ، أهؤلاء هم حماة الدستور ؟ أهؤلاء هم القضاة السامون المبرزون ؟ وطني عليك السلام .
إلى من نتكل أمرنا... إلى هؤلاء ، إلى من باعونا لكل عهد و صفقوا و رفعوا ايديهم دوما لإقرار مشروع أو المصادقة على قانون لا يحمي مصلحة او يقيم وزنا لثابت .
ليست من انصار الرئيس السابق و لا اتباعه و لا من أشياعه و لا عشيرته و لا من باطنته او جهته ، لكن موريتانيا المتصالحة مع ذاتها هي دولتي ، و الشعب المفخخ بالمشاعر القبلية و الفيئوية يقلقني حاله . أما من يقرعون طبول الفتنة ، و يخطون خطوات باسم المحاسبة على نغمات تحرك أوتارها رغبات الانتقام و تصفية الحسابات تحت لافتة استرداد أموال الشعب فما ذاك إلا لعب على حبال لم تتضح مرابطها بعد .
اللهم احم بلادنا من فساد أهل الفساد ، و اجعلها آمنة مطمئنة إلى يوم التنادي .
الخليفه محمد الجلاد