الهوية والحقوق !!
ليس من عادتنا الكتابة في مسائل الخلاف ذلك لاننا نبتغي الجمع والالفة ولا نبتغي الفرقة والتشرذم ..
هذه من ذاك. لكن بمقاربة توضح رأيا ملتبسا علي كثيرين يلزم بيان ما نراه فيه صوابا ..
فاما مبدا المساواة بين البشر فتلك عقيدة وشريعة اسلامية لا تنبغي المكابرة فيها ونحن المسلمين اولي الناس بالانقياد لها والالتزام بها .
ومن اجل تنزيل ذلك المبدأ علي الواقع ينبغي الاعتراف بان مظلومية كبري وقعت علي جزء من هذا الشعب المسلم تسمت عبر صيرورة تاريخية معينة بشريحة لحراطين في مجتمع البيظان وتسمت بتسميات اخري في مجتمعاتنا الافريقية ..
وفيما يخص شريحة لحراطين فأنه لا يمكن فصل مظوميتها التاريخية عن المظلوميات التاريخية الكثيرة التي وقعت. علي فئات اخري من المجتمع العربي في هذه البلاد .
ذلك لاننا اذا اعتبرنا الرق هو المظلومية الكبري -وهو كذلك- خاصة اذا كان قد وقع خارج الضوابط الشرعية المنصوصة ..
اذا اعتبرنا الامر كذلك فان البيظان او العرب ليسوا وحدهم من تحمل ذلك الوزر وذلك الاثم.… ففي المجتمعات القريبة منا جنوبا وشمالا شواهد علي تلك الحال ..
الشاهد في هذا ان هناك فرقا بين التدافع الحضاري من اجل المساواة في الحقوق والواجبات. وهو مطلب مشروع تبعا للرؤية الاسلامية وتبعا لمنطق القانون
وبين شق عصا الفتنة والتفرقة بين المسلمين. واستدعاء الهويات التاريخية التي لا تجد سندا لها في التاريخ والجغرافيا ..
البيظان مسلمون عرب. وليست عروبتهم ميزة. علي كل حال- فكلكم. لادم وادم من تراب
ولكنهم جزء من هذا المكون الانساني يحتفلون بقيمه. ويتكلمون لغته. ويحسون احساسه
والحراطين جزء من البيظان لانهم. يتكلمون نفس اللغة ولهم نفس المشاعر. ولهم نفس الاحلام ..
من حق لحراطين كما هو حق فئات اخري كثيرة. وجهات وقبائل وافرادا ان تطالب بالحقوق وترفض الضيم والحيف،
لكنه ليس من حق اي احد ان يشق عصا الفتنة. ويبتدع هوية لا يمتلك لها سندا من الواقع او التاريخ ..
لو انصف الدهر. فان في الهوية الاسلامية غني فهي اقوي رباط فتحت راية الاسلام اجتمعت امم وألسن شتي ..
وحمل هذا الدين رجال بيض. وسود وحمر. مختلف الوانهم فما احسوا ابدا بما يحس به اصحاب الهويات المتجددة في زمن العولمة ..
الفقيه الدكتور الشيخ ولد الزين ولد الامام