عشرة مغالطات لاتخدم قضية لحراطين

خميس, 04/06/2020 - 06:32

عشرة مغالطات لاتخدم قضية لحراطين.

عشرة مغالطات و عقبات عن وعي أو جهل أو إستغلال أو إستخدام أو إنتهازية لاتخدم قضية لحراطين .... و لحراطين ليسوا هم السود في موريتانيا.
أولا / قضية لحراطين و مطالبهم العادلة ليست هي العبودية أو الرق و إرثهما الأليم الذي تمارسه كل القوميات في موريتانيا فرق شاسع بين العبودية الإرث الإنساني الذي تمارسه كل القوميات و المكونات بمافيها (العرب و الزنوج و لحراطين ) و بين قضية لحراطين المكون الثقافي و الإجتماعي .
ثانيا / لحراطين ليسوا هم السود وحدهم و تعمد الخلط بين المصطلحين هنا في موريتانيا فيه إستغلال لقضيتهم و إستخدام لمظلمتهم ولون بشرتهم لتمرير أجندات قوميات أخرى " فالعرب و الفلان و السونيكي و الولوف كلهم سود " بالمفهوم الجغرافي و الموفولوجي.
ثالثا / الربط بين قضية لحراطين و العبودية و الصراع الحضاري القومي بين مكونات الشعب الموريتاني دون تمييز او تحديد أو وعي لايخدم لحراطين ( الحلقة الأضغف و الأحق و الأكثر معاناة ) فضلا عن كونه مضيعة للقضية و للحقوق و إستغلال غير نزيه من طرف أصحاب تلك لأجندات القومية و العرقية و الإثنية التي تقدمت أشواطا في المعرفة و الثقافة و التنظيم و السلطة و الثروة على لحراطين و باتت تستخدم اللون للغلبة العددية والعاطفة لتمتطي مظلمة لحراطين باسم ( البشرة و اللون (السود ) ) لوجاهة و عدالة القضية.
رابعا / القضاء على العبودية ( الرق ) كممارسة و عقليات و تراكمات و كرامة إنسانية مهدورة لا يعني بالضرورة حل قضية لحراطين و لا مطالبهم المشروعة في العدالة و المساواة و المشاركة في إدارة شؤون وطنهم والتي باتت تأخذ أبعادا ثقافية و إجتماعية و سياسية و إقتصادية و ديموغرافية تلقي بظلالها على كل مفاصل الحياة في بلادنا و تفرض نفسها على أصحاب القرار والسلطة كعقبة كأداء أمام تنمية المجتمع و تطوره و تماسك نسيجه الإجتماعي.
خامسا / قد لايعلم أغلب أصحاب القرار و الشأن العام أن معضلة لحراطين او ما يصطلح عليه نشطاءهم بالقضية هي معضلة باتت أخطر و أصعب حلحلة من قضية العبودية و مخلفاتها و هي أهم المجاهيل و حجر الزاوية في أية معادلة سياسية او مقاربة إجتماعية او إقتصادية او تنموية أو أمنية.
سادسا / لم تعد قضية لحراطين بنلك القضية الإجتماعية المطلبية عند النشطاء و الحركيين أوالفزاعة عند الأنظمة أو السلم المؤقت عند هواة ركوب مآسي و آلام الفئات المطحونة بل أصبحت قضية مركزية جوهرية تفرض نفسها على البرامج والقرارت و السياسات المركزية و ترفض أن تختزل في أشخاص او حركات أو مشاريع سياسية او تسويات و ترقيعات مؤقتة حتى و إن كانت من لحراطين أنفسهم.
سابعا / لم يعد خفي ايضا على لبيب او ذو بصيرة و عقل راجح أن هذه القضية الكبرى تتحول مع الوقت إلى بعبع و شماعة يمكن لكل متربص بهذا الشعب إستخدامه لضرب وحدته و أمنه و إستقراره تماما كما تم إستغلالها في الفترارت الماضية و إستخدامها خارجيا لتمرير أجندات لمجموعات و حركات لاعلاقة لهم بها و لا بموريتانيا أصلا و داخليا باتت فزاعة بين السلطة و كل من لم يسعفه حظه في الإدارة والسلطة و الشهرة و التفوذ لإبتزاز الدولة و المجتمع.
ثامنا / مالم يدرك لحراطين عموما و نشطاءهم خصوصا بأنهم هم أنفسهم باتوا جزاء من المشكلة و أن الحلول لمعاناتهم الكبيرة و الطويلة لايمكن أن يصلوا إليها ما لم يصلوا إلى مفاتيح المظالم و هي المعرفة و التعلم و العمل و تغيير الذات و العقليات و بناء أفكار جديدة و الإحاطة بالجوانب التاريخية و الثقافية و الإجتماعية لمعضلتهم و التروي و عدم العجلة على قطف ثمار الحرية و العدالة و الإستفادة من تجارب الأمم و الشعوب الاخرى التي تقدمت عليهم و التخلص من عقدة الشعور بالدونية و الإنتماء والعواطف القبلية و الجهوية و اللونية و الإندفاع و التنطع.
تاسعا / و مالم تدرك نخبة و نشطاء و شباب و طليعة لحراطين أيضا أن المظالم التاريخية و القضايا العادلة لايمكن أن تجد طريقها إلى النور و الحلول مالم يستطع أصحابها أن يجمعوا حولها الضحية و الجلاد و لن تستطيع أية ثورة أو حركة او قضية عادلة أن تنتصر مالم يتصدرها أهل الفكر و المعرفة و الثقافة من الطرفين و مالم يحولوا أحزانهم و آلامهم إلى أفراح و سلوك تصافحي و تسامحي و تعايشي و لكم في تجارب الأمم و الشعوب التي سبقتكم خير مثال ( ثورة الأنوار في فرنسا و الثورة الكوبية و ثورة هايتي و النضال في جنوب إفريقيا .. ) .
عاشرا / واهم أيضا من يظن من أصحاب السلطة و القرار أو من قادة المجتمع و النشطاء بأن معضلة لحراطين سوف تختفي مع الوقت او أن حلولها يمكن أن تأتي من خارج الحدود أو أن التدويل هو أحد المخارج أو عوامل الحل أو أنها ستظل محفظة و مطية لمن يستعذبون إستخدامها و إستغلالها بدل خدمتها و تقديم حلول حقيقة لها .
ذلك لأن تنامي الوعي بالحقوق و عالم القرية و سرعة إنتشار المعلومة و الخبر و حرية و مشاعية الوسائط الإجتماعبة و الثورة الرقمية و تراجع القيم الأخلاقية لصالح القيم المادية و إكراهات المادة و الظرف كلها أمور لم تعد تمنح مجالا كبيرا للمناورة و إستغلال الوقت مالم تكن هناك إرادة سياسية و مجتمعية صادقة و مخلصة و جادة في البحث عن حلول .
# تلكم هي ملاحظاتي.
# لحراطين .. ليسوا هم السود .
# أمنحوا أنفسكم شبابنا الكثير من الوقت للإحاطة و التعرف على تاريخكم و تاريخ الشعوب و المعرفة و الإطلاع و المقارنة و الصبر و التأدب قبل التدوين و إستعجال ما لايدرك كله و لا يحاط بكنهه.
السعد ولد لوليد