يقع هذا المركز المترامي الأطراف بين مقاطعة الطينطان التي تبعد منه 120كلم شمالا ودولة مالي الشقيقة التي تبعد منه 12كلم جنوبا ومقاطعة كوبني التي تبعد منه هي الأخرى 80كلم شرقا وتحده من الغرب بلدية تناه بولاية لعصابه
وبحكم موقعه الجغرافي المتميز ظل مركزا إقتصاديا مهما لتبادل التجاري بين الولايات الحدودية ودولة مالي الشقيقة
ويتبع هذا المركز(اطويل ) إداريا لمقاطعة الطينطان مع أنه الأقدم من حيث النشأة حيث تم تأسيسه بسنة قبل الإستقلال وذالك بمرسوم صادر عن الحكومة المؤقتة التى أعقبت استفتاء "لا ونعم"1958
ويحمل هذا المرسوم رقم097 وقد صدر بتاريخ23/9/1959 وينص هذا المرسوم على إنشاء مدينة اطويل مركزا إداريا وتم تعيين الكاتب العام سيساقو ممدو أول رئيس له يوم 3/10/1959 بموجب المرسوم رقم 0121 الصادر في نفس اليوم وقد تعاقب على رئاسة هذا المركز منذ ذالك الوقت وحتى اليوم أزيد من 20 رئيسا من بينهم رئيس المجلس الإقتصاد والإجتماعي حاليا الرئيس مسعود ولد بوالخير
أما مقاطعة الطينطان التي يتبع لها إداريا فقد جاء تأسيسها متأخرا مقارنة بمركز"اطويل" حيث تم إنشاؤها بموجب المرسوم رقم021 الصادر بتاريخ 7/7/1965 كمركز إداري تابع لولاية لعصابة،ثم حول من مركز إداري إلى مقاطعة وفقا للمرسوم رقم 307 الصادر بتاريخ23/7/1967 واستقبلت أول حاكما لها المفوض المرحوم أحمد احميديت يوم12/2/1968
ورغم قدم هذا المركز وكثافة سكانه وتعدد أعراقهم وثقافاتهم مازال أهله يعانون معاناة كثيرة لايمكن حصرها في كلمات ولاسطور
ومن هذه المعاناة أزمة العطش الخانقة خاصة في فصل الصيف،فبعض الأحيان يقضون السكان الليالي المتتالية وهم في بحث جاد عن المياه الصالحة للشرب لايجدونها إلا إذا لجأوا إلى دولة مالي الشقيقة وعانوا معاناة طويلة.
وكذالك التعليم شبه مفقود فهناك نقص كبيرفي طاقم التدريس وعدم وجود الكتاب المدرسي واكتظاظ الحجرات بالتلاميذ.
وبخصوص الصحة فهي الأخرى شبه معدومة ، لايوجد شيئ يسمى" الطب-الصحة"بالمعنى الصحيح وإنما توجد بناية يطلق عليها إسم الطب لكن لايمكن أنتجد فيها أقراص من"دوليبراه" فبالأحرى أن يكون لها كادر بشري يخفف من معاناة المرضى.
من هنا يجد السكان أنفسهم مرغمين على مسايرة الواقع المرير واللجوء إلى دولة مالي نتيجة لصعوبة الطريق،فالطينطان لايمكن أن تصله سيارة من مركز اطويل إلابعد أربعة ساعات من الوقت خصوصا إذاكان في حالة مستعجلة فأربعة ساعات من السفر في تلك الصحاري قد يقضي خلالها المريض نحبه،
أيضا هناك معاناة كثيرة ليس أقلها عزلة المكان الذي دائما مايؤدي بساكنة هذا المركز أن تلجأ إلى دولة مالي نتيجة لصعوبة حل المشاكل من الولايةوالمقاطعة التى يتبع لها وطول الطريق ووعورتها،
فالطريق إلى" اطويل " صعب وشاق ومن يريد الوصول إليه يحتاج أكثر من أربع ساعات من السفر المتواصل كي يصل هذا المركز المترامي الأطراف بالحدود الموريتانيةالمالية، وقد وعد رئيس الجمهورية سكان هذا المركز والقرى الواقعة على الشريط الحدودي إبان الحملة الرئاسية في خطابه مساء الأربعاء 12/7/2019بعاصمة ولاية الحوض الغربي بإنشاء طريق معبد يربط المدن الحدودية مرورا بمركز اطويل الإداري ، وهو مالم نراه في بنود ميزانية هذه السنة وكذالك لم يذكره وزير المالية ضمن الطرق المبرمجة لهذا العام
هنا في مركز" اطويل"الإداري يخيم شبح المعاناة على سكان هذا المركز من زوايا متعددة ويظهر بأشكال هندسية مختلفة، فالتهميش والإقصاء ممنهج لأطر وأبناء هذا المركز المحرومين من كافة الوظائف التي يمكن أن يخدمو منها دولتهم ويساعدو في بنائها،ليكون بذالك المركز الإداري الوحيد والبلدية التي لم يسجل التاريخ منذ نشأة الدولة الموريتانية أن عين أحد أبنائه وزيرا ولاأمينا عاما ولامديرا ولا واليا ولا حاكما ولاحتى رئيس مصلحة
إن هذا المركز الذي يتجاوز سكانه أكثر من (30 )ثلاثين ألف نسمة، لازال خارج دائرة اهتمام الحكومة رغم دوره الفعال في التنمية،وحضوره الفاعل في الساحة السياسية المحلية،
كما أن لديه نخبة من الشباب من أحسن النخبالمحليةوأكثرها تمييزا بعضها لديه شهادات عالية في الإقتصاد والقانون وعلم الإجتماع والإدارة والتنمية المحلية والهندسة والطب البشري
وفي الأخير أملنا كبير في أن السلطات العليا للبلد وعلى رأسها "رئيس" الجمهورية أن يرفع الظلم عن سكان هذا المركز الضعفاء(المستضعفين ) خاصة أن مدير الديوان يعرف جيدا هذا المركز أيام كان حاكما لمقاطعة الطينطان وكذالك نأمل من الحكومة لفتة كريمة تعيد الإعتبار للسكان هذا المركز وتسمح لبعض أبنائه بالولوج إلى دوائر صنع القرار وفك الحصار المفروض عليه منذ استقلال الدولة الموريتانية عام 1960 .
شيخن ابن محمدنور الدين ابن مايأبى