بيرام و شمامة ولحم الرگبة..
أتذكر أن الصحافة الموريتانية قاطعت مرة جميع نشاطات الزعيم السياسي أحمد ولد داداه، وهو من هو في صدق نضاله و صفاء تاريخه السياسي لأنه أساء في مؤتمر صحفي لأحد المنتسبين للحقل، حتى اضطر للاعتذار للصحفي و لنقابة الصحفيين..
يومها كان للصحفي بعض الكبرياء، و للنقابة بعض القيام بالواجب..
اليوم يعمم بيرام أو يكاد في إساءته للصحفيين، دون أن تنتطح في الأمر شاتان..
النقابة بكل تأكيد لن تحرك ساكناً.. و لن تضغط على بيرام ليعتذر.. و حتى لو أوعزت لمنتسبيها بمقاطعته، فلن يحزبه الأمر ما دام فيها "لايف" و "مباشر" و "كماش وطراش" ..
لقد ظلت الصحف التي تحترم نفسها أبية عن الضيم، لا تقبل التطاول عليها و لا تسمح بإهانتها كما فعل بيرام بـ "تموليحته المشعوبة".
فخلال فضيحة ووتر غيت 1972- 1974 صنّف نيكسون واشنطون بوست ونيورك تايمز في خانة "الأعداء" لتحظيان بتضامن الصحافة، التي ظلت تلهث خلفه إلى أن أجبرته على الاستقالة..
وحين طرد ترامب مراسل CNN جيم أكوستا من البيت الأبيض و ألغى تصريح دخوله، تنادت وسائل الإعلام المهمة بمقاطعة مؤتمراته الصحفية ، و أصدر قاض فيدرالي أمراً بعودته..
ورغم النفوذ الإعلامي الواسع لرئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني فإنه حين هاجم صحيفة La Repubblica بسبب نشرها معلومات عن حياته الشخصية، قرر العديد من الصحفيين و المؤسسات الإعلامية مقاطعة نشاطاته و التركيز على التحقيق في فساده..
هو غيض من فيض انتصار الصحافة لكرامتها، و أداة فعالة لدفاعها عن حريتها واستقلاليتها، و فرض احترام السياسيين لها..
وهل كان لبيرام أن يصل لما وصل إليه لولا الصحافة؟!.. و لكنها في نظره لحم رقبة يؤكل و يذم، و "شمامة" يأخذ خيرها، ثم يخرأ في طينها اللازب