نحو قراءة سليمة للتاريخ الإسلامي(تابع):
عطفا على ذكر حكمة الخالق من تولّى الأمويين للحكم بعد الخلافة الراشدة، وقبل العباسيين، أثناء عرض الفهم الصحيح للتاريخ الإسلامي كما ورد فى تدوينة سابقة، أضيف أن من لطف الخالق جلت قدرته، أن قيَّض للبلاد المقدسة ،بلاد الحجاز ، مهبط الوحي ومقرّ بيت الله الحرام، والمسجد النبوي الشريف وقبر الرسول الكريم وأصحابه، ومواطن البركة والخير ، وقِبلة الحجاج القادمين من كل فج عميق، أقول قيّض الله لهذه البلاد أن يحكمها اليوم آل سعود المتبعين لمذهب محمد عبدالوهاب المعروف بموقفه المتشدد تجاه تقديس الرموز واتخاذها وسيلة لبلوغ الغايات، فكان هذا حكمة من الله، لإبعاد كل مظاهر البدع والزيغ والضلال التى قد يسلكها العوّام المقيمين فى هذه البلاد المقدسة والزوّار من حجاج ومعتمرين، على مرّ السنين عن الضلال و فساد العقيدة بسبب علاقة غير سليمة بهذه الرموز الإسلامية ...
ولقد قطع عمر الفاروق من قبلُ شجرة البيعة ، خشية على الناس من الضلال.
وكان رضي الله عنه يقف أمام الحجر الأسود فيُقبّله ويخاطبه فيقول والله إنك لحجر لا تنفع ولا تضر ولو أنى لم أر رسول الله يُقبِّلك ما قبَّلتك...
هذا التشدد فى الحجاز ،فى ظلّ الحكم السعودي، تجاه الرموز الإسلامية، يدخل فى إطار حفظ الأمة وإبعادها عن شبهات الضلال المنتشرة هنا وهناك، خاصة تلك القريبة منها فى العراق وإيران وتقديس الشيعة لما يُعرف بالعتبات المقدسة.
ولك أن تتخيل لو لم يكن ما تلمسه وتراه وأنت زائر حاج من ذلك التشدد، لرأيت العجب العجاب من مظاهر الضلال وفساد العقيدة...
ذلك من تدبير الخالق على أمة الذكر المحفوظة..
هذه كانت قراءتى وفهمى المتناسق المتسلسل المتنوع لمعنى حفظ الأمة، حاضنة الذكر، من قبيل حفظ الذكر الذى ضَمِنه الله تبارك وتعالى...
وسأتعرض مستقبلا، إن شاء الله، من منطلق حفظ الذكر كمعتقد ، لمظاهر شتى من هذا الحفظ ...
وكتبه ابراهيم ولد صالح
بتاريخ ١٤٤٦/١/٧ هجرية
الموافق ٢٠٢٤/٧/١٤ ميلادية