للأسف لن أكون مبالغا إذا قلت إن هذا المقال كتب تحت الإملاء وتحت الطلب ودون مراعاة الواقع الذي لم أكن أعتقد أنه سيتم نسيانه بهذه السرعة قد تملي على نفسك وتقنعها بما تشاء من أمنيات وأحلام لكن لن تستطيع أن تغالط سكان مدينة بأكملها بمعلومات كانوا شهودا عليها وحضروها وعاشوها لحظة بلحظة ووثقتها الكاميرات والمقالات وحتى الجهات الرسمية...
إن المتتبع لما جرى في مقاطعة جكني وانطلاقا من لغة الأرقام بعيدا عن الأوهام يدرك جليا أن كل المعطيات التي حملها هذا المقال لم تعتمد على أي معلومة صحيحة وذالك نظرا للإعتبارات التالية :
1- أولا: أنّ لائحة الأمل بزعامة النائب إسلك حيده نابعة من حلف سياسي كبير يضم المكونات المجتمعية الكبرى فى مقاطعة جكني كمايضم شخصيات وازنة من أصحاب الرأي والتجربة والخبرة والجاه والمكانة الاجتماعية ولاأدل على ذلك من الحضور البارز فى هذا الحلف للمهندس المستشار محمد يحي بن محمد محمود والمستشار النائب محمد ولد أمد والوجيه محمدعم بن سيدي عبدالله كما يضم كوكبة من رجال الأعمال كالنائب والوجيه رجل الأعمال المحفوظ بن إعبيدي ورجل الأعمال والوجيه : عالي بن محمد بوب ولكل من هذه الشخصيات الوازنة دوره الذى لاغنى عنه فنحن لانختطف الإنتصارات ولانعتمد سياسة التغييب واختطاف الأضواء وإنما نعمل كفريق وهذا ماجعل النتائج تمثل الجميع وتنبع من الجميع.
وإن كان للقيادة رمزيتها ومعناها بهذه المعانى فإن حلف الأمل فى مقاطعة جيكنى دون مزايدة هو أمل الجميع ومستقبل الجميع.
2- ثانيا أن حزب الإنصاف خسر ثلاث بلديات وكسب أربعا فقط ومن سوء الطالع أن اثنتين من البلديات التي خسرها الحزب كانت محسوبة على المفوضة وتم الأخذ برأيها فيها وقت الترشيح لكن للأسف ظهر أنه تقدير سيئ هو الآخر ينضاف للتقديرات التي ذكرتم.
3- ثالثا بلغة الأرقام والمكاتب والحضور داخل المدينة المركزية حاز إسلك ولد حيده السبق بفارق كبير جدا وذالك بعملية حسابية بسيطة بين المكتب المحسوب على المفوضة "الثانوية‘’ والمكتب المحسوب نظريا على الامين العام إدوم ولد عبدي ‘’ الطب ‘’ فقد كان مجموع نقاط المكتبين يتفوق فيهما إسلك بفارق 500 صوت على الأقل أي نسبة 85% وبإمكانكم وبإمكان القارئين والمتابعين الرجوع لموقع سيني والتأكد من المعلومة.
4- رابعا: حاولتم تقزيم والتقليل من شأن ولد عوان وحلف يحي ولد حدمين ورغم ما قلتم عنهما فقد كان الأول أداؤه أحسن بكثير على مستوى المكتب المحسوب عليه‘’ المدرسة رقم 4‘’ وقد كسب الآخر وانتزع ثلاث بلديات هما المبروك وكصر البركة وأفيرني ولولا جهوده وشعبيته لما حصلتم على ربع ماحصلتم عليه في الشوط الأول وحتى الشوط الثاني وهذا بالمقارنة بين نتائج البلديات والنيابيات فى هذه البلديات.
5- خامسا: لم أستطع رصد الحضور الذي ذكرتم للمفوضة فقد خسرت المبروك بفارق 400 وجاءت لائحتها فى كصر البركة فى الترتيب الثالث متأخرة بعد الكرامة وحاتم وهي نفس الرتبة التى حصلت عليها فى بلدية أفيرني بعد لائحة الانصاف والUDP ؟ فعن أي دور وحضور تتحدثون ؟ وتفوق عليها حلف الأمل في النيابيات فى بلدية لعوينات بفارق كبير وتغلب عليها في مكاتبها في جكني وصوتت له بلدية بالنعمان في الشوط الأول و كادت أن تصوت له في الشوط الثاني لولا تدخل نائب تمبدغة الجديد سيدالأمين بن باب بن أميمه والذى تم الاستنجاد به فى الشوط الثاني لانقاذ حزب الانصاف من هزيمة محققة منكرة بعد عجز وفشل من تم تكليفهم وجلبهم لهذه المهمة أصلا !
6- سادسا: ماذكرتم عن النائب إسلك والحاجة لإدراكه لتعقيدات السكان التقليديين للريف أعتقد أنه على ذكر الأرياف وآدوابه كان النائب إسلك حاضرا بقوة فهو الذي استطاع إقناع أهل أم النور الذين كانوا بالأمس حلفاء للمفوضة ولكن بعد أن تم ترشيح إسلك وجدوا فيه الشخص المناسب رغم الإغراءات والتهديدات والمضايقات التي تلقوها من المفوضة ترغيبا وترهيبا فقد جاءت النتيجة في الشوط الأول والثاني لصالح إسلك وبنسبة 95％ ويمكنكم كذالك الرجوع إلى موقع اللجنة المستقلة للتأكد من ذلك ...
7- سابعا: يحمل إسلك من المعاني والفهم السياسي والعقلاني مايستطيع أن يدير به وطنا بأكمله فضلا عن مدينته وهو المجرب في إدارة الأعمال والأشخاص وحتى فى إدارة الأزمات والصلح بين الناس وقد كان تعاطيه أثناء الحملة شاهدا وهو الوحيد من بين المرشحين الذي كانت تحيط به عشرات بل مئات الشباب من كل فئات المجتمع وشرائحه وطوائفه دكاترة وأساتذة ومثقفين ووجهاء وأعيان ومشائخ وكل نخب المدينة الشبابية كانت في صفه وكل الطبقات الحية مكنسيهات و شوفيرات وبائعات الكسكس والخبازين والحمالة والتجار وروابط الأندية والمجتمع المدني بالمقاطعة وغيرهم من فئات المجتمع الهشة المطحونة ومع ذلك كان حريصا على أن يضبط الجميع أعصابه ولم يحدث أي صدام بسبب سياسة ومرونة وحكمة هذا القائد الكبير والزعيم العظيم إسلك ولد حيده ناهيك أنه بادر لحسن خلقه وحنكته السياسية أن يقدم التهنئة حضوريا لإخوته الفائزين .
إذن بخلاصة شديدة إن الجولة السياسية الأخيرة كشفت أن حلف الأمل بقيادة النائب إسلك بن حيده هو وحده القادر على إدارة وكسب رهان أي مرحلة قادمة تكون الدولة محتاجة فيها أن تكون ممثلة في مقاطعة جكني فرغم ماجمعته وألقت به من أطر وساسة ووجهاء كادت أن تخسر جكني لولا استغلال حاجة الناس للمال والطمع فيه وهو ماكان بجهود رجل المال الصاعد نائب مدينة تمبدغة سيد الامين بن إميمه ولو كانت لجنة الترشيحات أخذت بالتقارير الحزبية السليمة والصحيحة ورشحت إسلك بن حيده لما غابت خدمات المفوضة شهرا كاملا عن مكتبها ولا غاب رئيس سلطة التنظيم ولا غاب الأمين العام لوزارة الصيد والاقتصاد البحري شهرا كاملا عن مكاتبهم ولا احتاجت الحكومة للتخلي عن الناطق باسمها شهرا كاملا يصارع من أجل كسب معركة كان حاضرا وشاهدا على صعوبة كسبها لولا التدخل واللعب من خارج المدينة في سابقة لم تراعى فيها نظرية ولا سياسة سلفنا الصالح.
* الاستاذ : محمدو ادوم نافع
