أوسويا ... مملكة روحانية تسكن غابات السنغال /تقرير

أحد, 15/09/2019 - 11:54

الملك "سيبيلومباي ديادهيو" يقول إنه يحظر عليه مغادرة المملكة طوال فترة حكمه التي تمتد حتى مماته

تعد مملكة "أوسويا" إحدى أبرز الممالك الروحانية في السنغال، حيث يعود تاريخها إلى مئات السنين الماضية ولا تزال تحافظ على تقاليدها القديمة بشكل كامل.

وتقع مملكة "أوسويا" ضمن حدود إقليم "كازامانس" جنوبي السنغال، وهي عبارة عن مجموعة قرى ضمن منطقة غابات بين حدود غينيا بيساو ونهر كازامانس على الأراضي السنغالية.

وتُشتهر المنطقة التي تقع فيها المملكة المذكورة، بالغطاء النباتي الكثيف والغني بأشجار النخيل، والباوباب الاستوائية والأنديروبا، إلى جانب حقول الأرز.

"أوسويا" التي تُحكم وفق المعتقدات الروحانية، يتولى الحكم فيها الملك "سيبيلومباي ديادهيو".

وفيما يخص مظهر الملك، فإنه يرتدي اللباس التقليدي المتعارف عليه، وهو عبارة عن قفطان أحمر ويضع على رأسه قلنسوة حمراء، ولا يلبس في قدمه سوى الجوارب، حاملاً بيده مكنسة من الخيزران في إشارة إلى القوة والسلطة.

وعلى عكس المتعارف، فإن الملك في "أوسويا" الموجودة في عمق الغابات، لا يجلس على العرش، بل على كرسي صغير، كرمز للتواضع.

وإلى جانب زعامته السياسية، يتولى الملك في المملكة الروحانية، عدة مهام أخرى مثل تبنّيه دور السفير بين رعيته وإلههم "أطا أميت".

ومن مهام الملك أيضاً، تحديد مواعيد الطقوس المزمع إقامتها، وتخصيص الأراضي للمزارعين، فضلاً عن تحقيق انسجام ورفاه المملكة.

ونظراً لتوليه هذه الوظائف، يخاطب رعايا المملكة ملكهم بـ"ماني" والتي تعني في اللغة المحلية هناك "يا صاحب الجلالة".

وتحتضن "أوسويا" مجموعة من الثقافات، والعادات والتقاليد، والطقوس الدينية، ويتميّز سكانها المحليون بدرجة كبيرة من الانسجام بينهم، في مشهد يلفت انتباه من يزورون المملكة من الخارج.

وبحسب تقاليد المملكة، فإن التسوّل محظور داخل أراضيها، فيما يتم تخصيص الأرز والفواكه التي تُجمع من حقول المملكة، لتأمين غذاء السكان وتوزيعها على فقرائهم على مدى العام.

وإلى جانب السكان المحليين، تعيش أقلية من المسلمين والمسيحيين "أوسويا"، إلا أن الأخيرة لا تعترف سوى بالمعتقد الروحاني الذي تتبناه، ولا يعد أتباع المعتقدات الأخرى، من رعايا المملكة.

ولا يرتدي الزي الأحمر سوى الملك في "أوسويا" التي يبلغ عدد سكانها قرابة 100 ألف نسمة.

وبإمكان رعايا الملك، زيارته في أوقات المساء فقط، فيما تخصص أيام معينة، يستقبل فيها الملك السيّاح المحليين والأجانب.

وكجزء من الطقوس الخاصة بـ "أوسويا"، تُقام عروض رقص محلي من قبل شباب المملكة، في المناسبات والزيارات الخاصة.

ولا يعرف تحديدا كم عمر مملكة "أوسويا"، إلا أن سجلات المملكة تقول إن تاريخها يعود إلى ما قبل مئات الأعوام.

وفيما يخص طريقة اختيار الملك، تتميز المملكة بأن الحكم فيها ليست بالوراثة التقليدية، بل يتم اختيار الحاكم من قبل "مجلس الحكماء"، وفق معايير محددة، أهمها التحلي بالحكمة والفضيلة، والقدرة على الإدارة والحكم.

وبحسب المعتقدات الروحانية السائدة لدى "أوسويا"، فإن الأرواح هي التي تختار الملك وتبلغ ذلك إلى "مجلس الحكماء".

وخلال الفترة بين عامي 1984 – 2001، بقيت المملكة دون ملك يحكمها، نظراً لعدم وجود شخصية تتوفر فيها المعايير المطلوبة في الحاكم.

وفي حديثه للأناضول، قال "سيبيلومباي ديادهيو" الملك الحالي للمملكة "أوسويا"، إن مهمة الملك صعبة للغاية في مملكته.

وأضاف أنه يُحظر عليه الخروج من حدود المملكة طوال فترة حكمه، والتي تتميّز بأنها طوال العمر ولا يُسمح للملك ترك منصبه أبداً.

وأعرب " ديادهيو" عن شكره لتركيا ولوكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا، لإيصالها مساعدات غذائية ولوازم مدرسية لأبناء المملكة".

وأوضح أن اللوازم المدرسية التي قدمتها لهم "تيكا"، ستساهم بشكل كبير في تعليم أبناء المملكة.

واختتم حديثه بالقول: "ممتنّ جداً لتركيا إزاء تقديمها المساعدات لرعيتي. هؤلاء الأطفال سيكبرون لاحقاً ويتولون مناصب هامة من شأنها النهوض بأوسويا والسنغال".

وكالة الأناضول