على مدى نصف قرن من الزمن أبصرت محظرة الشيخ و الإمام محمد محمود ولد سيدي ولد رمظان النور في حاسي ولد أحمد بشنه في مقاطعة كوبني بولاية الحوض الغربي.
وكانت هذه المحظرة نبراسا مضيئا ملت هذه القرية الصغيرة تجويدا وتحفيظا للكتاب الله،حيث عملت المحظرة منذ نشأتها إلى يومنا على تكوين ما يزيد على 100 طالب من حملة كتاب الله.
عطاء محظرة الشيخ و الإمام محمد محمود ولد سيدي ولد رمظان لم يتوقف عند أبناء هذه القرية نفسها،بل تجاوز ذلك ليشمل جميع التراب الوطني،وتخطى ذلك ليصل لحدود الجارة الشرقية جمهورية مالي،حيث أن المحظرة شهدت توافد الطلاب إليها من جميع ولاياتنا الداخلية، وطلاب من الجارة مالي، مما جعلها المحظرة الأبرز في المنطقة كلها، والاكثرا عطاءا في مجال تحفيظ القرآن الكريم.
و مما يزيد من قيمتها وتفوقها هو وصول الكثير من خريجها لأبعد حدود النجاح،فهناك من طلابها من ساروا دكاترة وفقهاء،و شيوخ محاظر في أنحاء البلاد.
وما تزال هذه المحظرة حتى الآن تستقطب الطلاب الوافدين عليها من القرى و الولايات المجاورة، رغم ضعف شيخها حفظه الله وبارك في عمره بعد أن أنجز مهمته و ساهم في تكوين عديد الأجيال.
الشيخ الفضيل الذي أسس صرحا علميا ودينيا لا يزال قائما لتحفيظ وتجويد كتاب الله على مدى نصف قرن من الزمن حافل بالعطاء، وإليكم نبذة موجزة عن أهم و أبرز محطات الشيخ المؤسس والأب الروحي لمحظرة الشيخ و الإمام محمد محمود ولد سيدي ولد رمظان:
ولد الشيخ في ضواحي مدينة لعيون سنة 1948، من أسرة علمية برز منها علماء وحفظة لكتاب الله،حيث حفظ القرآن مبكرا على يد أخيه الأكبر حسني ولد سيدي ولد رمظان رحمه الله ،كما درس الرسم على يد ابن عمه الشيخ سيد أحمد ولد سيد محمود ولد صالح رحمه الله،ليواصل بعد ذلك مشواره العلمي ليشد الرحال إلى محاظر الحوض الشرقي التي تنقل بينها،حيث مكث فترة في محظرة أهل بيه في ضواحي مقاطعة جكني، درس فيها بعض المتون المحظرية ليسافر بعد ذلك إلى محظرة أهل الشيخ ولد دهمد،ثم إلى محظرة الشيخ محمد الأمين ولد سعيد، إلي محظرة الشيخ أعمر ولد حب الله التي مكث فيها ردحا من الزمن،درس فيها بعض العلوم الشرعية، حيث حصل فيها على الإجازة في القرآن الكريم بروايتي ورش وقالون عن نافع.
وبعد أن أخذ من جميع هذه المحاظر على يد أولئك المشايخ عاد الشيخ حامل معه ما استطاع حمله من المعارف في شتى مجالات العلوم الشرعية إلى وطنه الحوض الغربي ليطبق ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم " خيركم لأهلكم و أنا خير لأهلي"، حيث طبقها بالحرف الواحد عبر بوابة محظرته التي خدم بتأسيسها وساهم بتربية وتكوين أجيالها المستقبلية، ليستحق على ساكنتها جزيل وعظيم الامتنان على ما أفناه من عمره خدمة لساكنتها..
