تعهد رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة الجمعة بوضع قانون انتخابات جديد لحل الأزمة السياسية في البلاد.
وأشار دبيبة لتلفزيون ليبيا الأحرار إلى أن حكومته ستضع مشروع قانون للانتخابات سيُقدم إلى مجلس النواب وبعدها إلى المجلس الرئاسي لاعتماده.
وازدادت الانقسامات في ليبيا عمقا بعد أن أعلن متحدث باسم البرلمان فتحي باشاغا رئيسا جديدا للوزراء الخميس. فقد اعتبر دبيبة أن اختيار البرلمان لحكومة جديدة هو "محاولة أخرى للدخول بالقوة إلى طرابلس".
تجدر الإشارة إلى أن دبيبة أعلن في وقت سابق أنه لن يسمح بقيام مرحلة انتقالية جديدة ولن يسلم السلطة إلا بعد إجراء انتخابات، وإنه لن يقبل بوجود سلطة "موازية".
وردا على سؤال عما إذا كان ما قام به البرلمان شبيه بما حدث في 2019 من اعتداء على العاصمة، حين هاجم القائد العسكري خليفة حفتر وقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) التابعة له طرابلس، أجاب "أنا أرى أنه يتم بنفس العقلية والأدوات ولكن بثوب آخر".
من جهته، وعد باشاغا بـ"فتح صفحة جديدة"، قائلا "نمد أيدينا للجميع"، ومشددا على ثقته في أن الحكومة ستكون "ملتزمة المبادئ الديمقراطية".
وشكر باشاغا للدبيبة العمل الذي أنجر "خلال هذه الفترة الصعبة".
وقبل التصويت على تسمية باشاغا، تم الإعلان عن تعديل الإعلان الدستوري الثاني عشر بالأغلبية المطلقة، حيث صوت بنعم للتعديل 127 نائبا من أصل 147 العدد الكلي للحضور في الجلسة. وهو التعديل الدستوري المنظم لإجراء الاستفتاء على الدستور والانتخابات العامة في غضون 14 شهرا كحد أقصى، وفقا لخارطة الطريق التي اعتمدت الأسبوع الماضي.
من جانبه، رحب "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر بتعيين باغاشا، مؤكدا دعمه قرار البرلمان.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الخميس أن المنظمة الدولية لا تزال تدعم دبيبة بوصفه رئيسا للوزراء.
وسئل دوجاريك خلال مؤتمره الصحفي ما إذا كانت الأمم المتحدة لا تزال تعترف بدبيبة رئيسا للوزراء، فأجاب "نعم".
ورأى خالد المنتصر، أستاذ العلاقات الدولية في ليبيا، في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية، أن اختيار رئيس الحكومة بهذه الطريقة "المعيبة" لن يمر بطريقة سلسلة، ويتوقع أن يواجه الرئيس الجديد عراقيل في عملية تسلمه السلطة من دبيبة.
وتابع المنتصر: "الجلسة بُثت على الهواء في بدايتها، وكان ينتظر أن تبدأ عملية التصويت أمام العالم أجمع، وفجأة يقطع الصوت في الجلسة، وعقب دقائق قطع البث المباشر للجلسة، ليفاجأ الجميع بإعلان المتحدث باسم البرلمان بأن النواب اختاروا بالإجماع باشاغا رئيساً للحكومة.