تقافة كان أبي :
كتبنا عن قضايا ذات أبعاد موضوعية ، و حاولنا أن تكون الصراحة جسر تواصل بيننا و المتتبعين ، لكن ما لمسناه عدم التجاوب مع المكتوب و تفسير المعطى على ضوء ثقافة (كان أبي) و ما تفرضه من إغلاق كلي للآذان عن سماع الحقيقة و تقبلها و فهم ما أثير من قضايا اجتماعية حساسة على غير مقصدها، و وصف الكاتب و المكتوب بالتطرف و التعصب و التزمت و هلمجرة، و الحرص على بقاء ما كان هو الكائن ، و ان خرج أحدهم عن صمته سب الدهر و أهله، و تأسف على ذهاب ماض ما كان للمستضعفين فيه من سبيل للحديث عن مظالمهم أو التعبير عن معاناتهم النفسية و الاجتماعية ..
هذا و للأسف واقع الكثير من المدونين و الكتاب أسرى الماضي و ما فيه من كبت لحرية الرأي و رفض لكل ما هو مغاير لروحه و مبادئه القائمة في أغلب الأحيان على ثنائية الفوق و التحت و الكبر و الصغر ْ،إلى غير ذلك من ما هو موجود في دنيا مفاهيمنا و مواقفنا و معاملاتنا..
سنكتب و نتحدث عن أصنام و طواطم مقدسة في عالم الأعراف و المكانات ، في نمط التفكير و المعاملات لا يهمنا من خالفنا في ذلك أو أيدنا ، فالقصد من وراء الكتابة و التدوين بناء رأي مستقل و خلق جو مغاير ، لا ظالم فيه و لا مظلوم ، لا اسير فيه لمعتقدات لا عضد لها دينيا و أو سند لها يقينيا أو دليل لها تاريخيا ، مفاهيم اعمت أنظارا و اغلقت آذانا و خلقت مساحة واسعة للصراع و التعارض و الاحتكام إلى لغة العنف و التخوين ...
الخليفه محمد الجلاد