غيرت معظم الأحزاب الوطنية من إستراتيجيتها المعتمدة في اختيار المرشحين ضمن لوائحها المحلية على وجه الخصوص، إذ اعتمدت بشكل لافت خلال الاستحقاقات الانتخابية الحالية على ترشيح وجوه محلية شابة لجلب تعاطف ساكنة الأحياء المستهدفة.
واختار المسؤولون المحليون للأحزاب الكبرى والصغيرة وضع قائمة لـ”أولاد الدرب” في لوائح الترشيحات، مراهنين على الوجوه المؤثرة التي اعتادت الاشتغال مع ساكنة الأحياء، من خلال مبادرات جمعوية أو رياضية طوال السنوات الماضية.
ولم تراهن التنظيمات الحزبية المحلية على “المناضلين” بشكل كبير، بقدر ما ركزت على جذب شابات وشباب جمعويين ونشطاء في المجال التربوي، والاعتماد عليهم بشكل حصري لاستقطاب أصوات ساكنة الأحياء، دون الحاجة إلى التنقل إلى تلك المناطق من طرف وكلاء اللوائح.
ويراهن حزب التجمع الوطني للأحرار من خلال مرشحه الرئيسي للبرلمان في منطقة الحي الحسني للدار البيضاء، إدريس الشرايبي، على أبناء المناطق الشعبية بأكبر مقاطعة في العاصمة الاقتصادية من حيث تعداد السكان، من أجل الظفر بمقاعد مريحة في المقاطعة والجماعة، إلى جانب الفوز بمقعد بمجلس النواب.
ويرى الشرايبي، الذي تفادى الترشح في اللائحة الانتخابية الخاصة بمقاطعة الحي الحسني وجهة الدار البيضاء، أن الاعتماد على “اولاد الدرب” يشكل أحد المرتكزات الأساسية التي ستتيح المجال أمام شباب مناطق الحي الحسني وليساسفة والألفة والنسيم، لإيجاد موطئ قدم لهم في مجلس مقاطعة الحي الحسني، والعمل على المشاركة الفعلية في اتخاذ القرارات على المستوى المحلي.
وقال إدريس الشرايبي، الذي يشغل منصب منسق التجمع الوطني للأحرار بالحي الحسني، في تصريح صحفي: “اعتمدنا بشكل فعلي على كفاءات شابة محلية، تبوأت صدارة لائحة الترشح إلى المقاطعة، وتفادينا تكرار الأسماء نفسها المرشحة في البرلمان من خلال عدم وضعها على رأس اللائحة المحلية لمجلس مقاطعة الحي الحسني، وهو ما سيتيح لجميع المناطق تمثيلية متوازنة في الترشيح، وبالتالي ضمان عمل الجميع من أجل الفوز بأكبر عدد من المقاعد، خاصة أن الساكنة ستصوت على أبناء الحي وليس على الغرباء”.
في هذه المنطقة من العاصمة الاقتصادية على توفر ثلاثة معايير في لائحة الترشيحات الخاصة بالمقاطعة، تتمثل في الكفاءة والانتماء السياسي ثم القرب من الساكنة”.
وأضاف شنكيط، في التصريح ذاته، أن اللائحة تضم أسماء شابة من معظم المناطق المشكلة للحي الحسني، حيث يعمل الجميع من أجل الظفر بمقاعد في المقاطعة، من أجل المشاركة في تسيير الشأن المحلي.
وقال محمد بوحاميدي، المخترع المعروف في مجال الطاقات المتجددة والحلول التكنولوجية للتنمية المستدامة، والمرشح للبرلمان في منطقة عين الشق عن حزب الوحدة والديمقراطية، إنه حرص على وضع أسماء شابة تمثل معظم أحياء منطقة عن الشق، فاسحا لهم المجال من أجل العمل بكل حرية في الحملة الانتخابية.
وأضاف بوحاميدي: “المراهنة على شباب الأحياء مسألة حيوية لإشراك الساكنة في تسيير الشأن المحلي، من خلال ترشيح الشباب في اللائحة ابتداء من وكيل اللائحة، وهو ما يفسر عدم تقديم ترشيحي كوكيل للائحة المحلية والاكتفاء بالبرلمان”.