قال ملك المغرب محمد السادس إن بلاده تتعرض مثل "بعض دول اتحاد المغرب العربي لعملية عدوانية مقصودة"، وإنه "تم تجنيد كل الوسائل الممكنة، الشرعية وغير الشرعية، وتوزيع الأدوار، واستعمال وسائل تأثير ضخمة؛ لتوريط المغرب في مشاكل وخلافات مع بعض الدول".
وفي خطاب وجهه إلى الشعب المغربي مساء أمس الجمعة -بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب (ذكرى الثورة ضد الاستعمار الفرنسي بعد نفي جده الملك محمد الخامس إلى مدغشقر سنة 1953)- أضاف محمد السادس أن "أعداء الوحدة الترابية للمملكة ينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا".
ورأى أن "المغرب مستهدف، لأنه دولة عريقة تمتد لأكثر من 12 قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل، وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من 4 قرون".
وقال إن المغرب "مستهدف أيضا لما يتمتع به من نعمة الأمن والاستقرار، التي لا تقدر بثمن، خاصة في ظل التقلبات التي يعرفها العالم"، مشيرا إلى أن "قليلا من الدول -خاصة الأوروبية- التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين تخاف على مصالحها الاقتصادية، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها بالمنطقة المغاربية".
وأكد أن بعض قيادات هذه الدول الأوروبية "لم يستوعبوا أن المشكلة ليست في أنظمة بلدان المغرب الكبير، وإنما في أنظمتهم، التي تعيش على الماضي، ولا تستطيع أن تساير التطورات"، و"لا يريدون أن يفهموا أن قواعد التعامل تغيرت، وأن دولنا قادرة على تدبير أمورها، واستثمار مواردها وطاقاتها، لصالح شعوبنا".
وقال محمد السادس إن العلاقات المغربية الإسبانية مرت في الفترة الأخيرة "بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها".
غير أنه أكد أن السلطات المغربية اشتغلت مع الطرف الإسباني "بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية"، وأنه إضافة إلى الثوابت التقليدية "التي ترتكز عليها هذه العلاقات"، فإن المغرب يحرص "على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين".
وتابع "لم يكن هدفنا الخروج من هذه الأزمة فقط، بل أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات التي تحكم هذه العلاقات، وكذلك "تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات".
وأضاف أن للمغرب "الالتزام نفسه" مع فرنسا، إذ تقوم العلاقات بينهما على "الشراكة والتضامن".
المصدر : الجزيرة + وكالات