هي عاصمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية, وأكبر وأهم مدنها على الإطلاق, وتقع في أقصى الغرب على المحيط الأطلسي.
ترتبط ببقية أرجاء البلاد بطرق برية أهمها طريق الأمل الذي يصلها بمحافظات الوسط والشرق، ويمتد حتى مدينة النعمة قرب الحدود الشرقية مع مالي على مسافة تزيد على 1200 كيلومتر.
يسكنها نحو مليون نسمة أي ربع سكان البلاد تقريبا، وتنقسم إداريا إلى تسع مقاطعات هي "تفرغ زينة" الأحدث والأفضل من الناحية العمرانية، و"لكصر" الأقدم من بين أحياء العاصمة، وعرفات الأكثر كثافة سكانية، و"تيارت"، و"السبخة"، و"الميناء"، و"الرياض"، "وتوجنين"، و"دار النعيم".
التأسيس
يعود تأسيسها إلى أواخر خمسينيات القرن العشرين حين اختارها الآباء المؤسسون لموريتانيا الحديثة عاصمة للدولة الوليدة، ولم تكن قبل ذلك سوى قرية ريفية متواضعة تقطنها بعض القبائل التي استوطنت المنطقة من قديم الزمان.
وعقدت أول حكومة موريتانية في ظل الاحتلال الفرنسي أول اجتماع لها في نواكشوط بتاريخ 12 يوليو/تموز 1957 تحت خيمة بسيطة في بلدة لكصر، وتم في 24 من الشهر نفسه إصدار مرسوم يقضي بنقل عاصمة الإقليم الموريتاني من مدينة سان لويس بالسنغال إلى نواكشوط التي لم تكن يومها سوى قرية صغيرة يقطنها ما بين 200 و300 نسمة.
ووضع المختار ولد داداه (أول رئيس لموريتانيا) والرئيس الفرنسي حينها شارل ديغول الحجر الأساس للعاصمة في 5 مارس/آذار 1958 لتتحول نواكشوط سريعا من قرية صغيرة وسط صحراء موحشة, وتفتقر لمياه جوفية صالحة للشرب، وتعاني نقصا حادا في مياه الأمطار, إلى أهم مدينة في موريتانيا.
هجرات جماعية
وتسبب الجفاف الذي ضرب أجزاء واسعة من موريتانيا في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين في هجرات جماعية من الأرياف إلى العاصمة الوليدة، بعد أن فقد الناس مصادر الحياة الأساسية في بواديهم وأريافهم، ليتضاعف سكان نواكشوط بشكل غير متوقع.
ونتيجة لتلك الهجرات, انتشرت المساكن العشوائية وأحياء الصفيح في كل جوانب العاصمة، وتفاقمت مظاهر الفقر والعوز بين السكان، وتضاءلت الخدمات الحكومية المقدمة للسكان.
مركز إداري واقتصادي
مع الوقت, أصبحت المدينة تضم أهم المنشآت والمصالح والدواوين الحكومية، ومقار السفارات والمنظمات الأجنبية، وتوجد بها الجامعة الوحيدة التي أنشئت في 1981، والمطار الدولي شبه الوحيد في البلاد.
وفيها مركز تجاري هام, وميناء الصداقة الذي بنته الصين في ثمانينيات القرن العشرين، وأصبح الميناء الوحيد في موريتانيا الذي بإمكانه استيعاب بواخر ذات حمولة كبيرة، وتمتد خدماته إلى خارج موريتانيا وتحديدا إلى دولة مالي التي لا تتوفر على شواطئ.
من أهم معالم مدينة نواكشوط السوق الكبير ومساجد السعودية وقطر والمغرب، وبدأ نهاية العشرية الأولى من الألفية الثالثة إنشاء مدينة حديثة سكنية وترفيهية تسمى مدينة "رباط البحر الساحلية".
خطر الغرق
تعاني نواكشوط من غياب نمط معياري موحد، ومن فوضى في توزيع المنشآت والطرق والبنية التحتية عامة، ومن نقص شديد في الساحات العمومية والمساحات الخضراء التي تشكل متنفسا للمدن الكبرى.
لكن المدينة تعاني ما هو أخطر، حيث تواجه خطر الغرق، لأن أغلب أحيائها تقع تحت مستوى مياه المحيط الأطلسي. ومن المفارقات أن أحياءها الشرقية والشمالية الشرقية تواجه خطرا بيئيا مغايرا، وهو الرمال الزاحفة التي لم تفلح محاولات الحكومة في وقفها, أو وضع حد لتقدمها السريع نحو المباني والمنشآت السكنية.
المصدر : الجزيرة