الكورتيزون -أو ما يُعرف بالستيروئيدات القشرية السكرية- هو الهرمون الذي يتم إنتاجه ضمن الجسم من الغدّتين الكظريتين، أو الذي يتم تناول مشابهاته المصنوعة كيميائيًا للاستفادة من دوره في تخفيف الفعل الالتهابي في الجسم، فالكورتيزون يعمل عن طريق تخفيف ردّة فعل الجسم الالتهابية التي يمكن أن تحصل نتيجة لبعض الأمراض أو لأسباب مجهولة، وهذه الحدثية الالتهابية يمكن أن تتسبب بالعديد من الأمراض مثل: الرّبو والتهاب المفاصل الرثياني والذئبة وغير ذلك، ويمكن أن يؤدي تناول الكورتيزون بشكل مديد إلى كثير من الأعراض والمشاكل التي يمكن أن تكون غير عكوسة، ولذلك يجب علاج آثار الكورتيزون عند بداية تظاهرها لمحاولة تدارك مخاطره قدر الإمكان. [١] آثار الكورتيزون على العظام يمكن لتناول الستيروئيدات -مثل الكورتيزون والبريدنيزون والديكساميتازون- بشكل مديد أن يؤدي إلى إنهاك العظم وتقليل الكثافة العظمية مع مرور الوقت، وذلك تبعًا للمؤسسة العالمية لترقّق العظام NOF، ويمكن أن يتناول الشخص الستيروئيدات لعلاج حالات التهابية مزمنة مثل التهاب المفاصل الرثياني والربو وداء كرون، أو في بعض حالات السرطان أو بعد زرع الأعضاء تجنّبًا لرفض العضو المزروع، ولذلك يجب على الشخص تناول أقل جرعة ممكنة ومفيدة من الكورتيزون، خصوصًا عندما يعلم أنّه عليه تناوله لفترات طويلة، ويمكن تحديد الجرعة الأنسب بالعودة إلى الطبيب بحسب الحالة المرضية وشدّتها، وقد يصف الطبيب الكورتيزون بجرعات عالية في البداية ثم يقوم بتخفيف الجرعة بشكل تدريجي بحسب ما تقتضيه حالة المريض، ولكن يجب التنويه إلى ضرورة عدم تناول الكورتيزون أو الأدوية الحاوية عليه إلّا بعد استشارة الطبيب. [٢] علاج آثار الكورتيزون على العظام يمكن القول أن المبادئ الأساسية التي تعتمد على علاج آثار الكورتيزون على العظام لا تختلف كثيرًا عن تلك المعتمدة في علاج حالات الترقق العظمي الحادث لأسباب أخرى مثل: التقدّم بالسن أو نقص الهرمونات التالي لسنّ اليأس، ويمكن ألّا تعتمد المعالجة على تقديم الأدوية عند كون الكثافة العظمية لا تزال عالية، بل يُنصح المريض بالقيام بالتمارين واتّباع عادات صحية معينة لمنع حدوث الكسور العظمية المرضية. ومن أشيع الأدوية المستخدمة في علاج حالات الخطورة لحدوث الكسور العظمية هي البيفوسفونات، والتي يمكن أن توصف للرجال أو النساء على حد سواء، من الأمثلة عن هذه الأدوية ما يأتي: [٣] أليندرونات. ريسيدرونات. إيباندرونات. زوليدرونيك. وتتضمن الآثار الجانبية لهذه الأدوية: الغثيان والألم البطني والأعراض المشابهة لحرقة الفؤاد، ويمكن أن تكون هذه الآثار أخف عند تناول الدواء بشكل صحيح، ويمكن أن يتم التخلص من الأعراض الهضمية عن طريق تناول البيفوسفونات عن طريق الوريد، إلّا أنّ هذا الأمر يمكن أن يسبب الحمى والصداع والألم العضلي لمدّة تزيد عن ثلاث أيام بعد الحقنة، ومن فوائد هذا الأمر أنّه يسهل تذكّره كل 4 أشهر أو كل عام على شكل حقنة مديدة بدلًا من تناوله أسبوعيًا، ولكنّه يمكن أن يكون مُكلفًا.