العدالة أمام ملفاتٍ منزوعة السياسة.. مشاهد من الداخل والخارج
ثُلّة من مطاردي الصور هنا أمام قصر العدالة، لا شُغلَ لنا الآن غير التحلق حول آمنتو الحاج أو أمنتو سيسي، أو آمنتو صو.. الثابت من هذه الأسماء المتغيرة، وحسب إجاباتها هو أنها آمنتو، لكن شهرتها طارت بها الركبان هي”مجنونة عزيز” علماً، مع أنها تفيقُ أحياناً.
تحسّن خطابُها كثيراً، فرغم كونها من أصولٍ ماليّة، فقد أصبحت مُلمّة بنتافات وقشور من الشأن العام، وقادرة على إيصال وجهة نظارها بالحسانية..الواضحُ أنها تنحو هيّ الأخرى لاعتبار الملف من اختصاص القضاء الآن، وتقول:”فوليرات ادورو يحدجو ذاك اللي اتلثمو اعليه .. جيجْ إدور يكتب عن عزيز ما كال شي”.
تبحثُ القنوات التلفزيونية عمّن يُصرحُ لها مُناصرةً للمشمولين، لكن اغلبَ التصريحات تصبُ في كون القضية الآن أمام العدالة.. أحد الصحفيين طرح السؤال بصيغة مباشرة: هل تعتقد أن الملف تصفية حسابات سياسية؟
النقاش هنا غيرُ ممنهجٍ، يختلط فيه السطحي بالعميق، والجمهور فضوليٌ جداً.. “لو كان الملفُ سياسياً لما استغرقَ عاماً كاملاً” يقول أحد الصحفيين، ويتدخل آخر “لا يبدو الأمر تصفية حسابات لأن أغلب المشمولين والمُقالين اليوم هم رجالاتُ ولد الغزواني وقد تم إبلاغهم بسبب إقالتهم بودّية ومن طرف الوزارة الأولى مباشرة”.
آخرُ يُوّدعنا قائلاً: كنتُ حريصاً على حضور هذا الحدث، لكن يبدو أنه أكبر على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.. ويتهكم آخر: لا تذهب بعيداً عن القصر اليوم فهو مظنّة المال، قد نغنم ملياراً أو مليارين بعدك.
عناصر الأمن يريدون أن يصنعوا من الحبة قُبة وتصوير الحدث على أنه غيرُ اعتيادي.. زجرٌ ونهيٌ يوصي بهما بعضُ ضباط الشرطة لتبرير إنفاقٍ، لا يُبرره الواقع ولا المشهد في محيط العدالة..
لا يمكن تمييز وجوه دفعات الواصلين إلى القصر في باصات الشرطة، ولكن البركة في المحامين داخل القصر، الذين يُمدونا ببعض التفاصيل أحيانا..
حسب المحامين فإن الجوّ ودي جداً بين القضاة والمتهمين، واللافتُ أنّ بعض محامي الدولة تناولوا الغداء اليوم على مائدة بعض محامي ولد عبد العزيز..
انتهى الاستماع للدفعة الأولى من المشمولين، بيدَ أن القاضي أمرهم بانتظار اكتمال الاستماع لباقي الدفعات أو لبعضها، نظراً لتشابك الملفات، ويبدو أنّ معنويات بعض المنتظرين عالية، ومنهم من يُبالغُ في إبداء ذلك.. منهم من يضحك بسبب وبدون سبب.
بعضُ محامي المشمولين في الملف يعتقد أن التأخر المُلاحظ في الاستماع لموكليهم ربما يعود لعدم تلقي القضاء الواقف لأي توجيهات أو أوامر من الحكومة حتى الساعة بخصوص الملفات المعروضة عليه، ومنهم من يردُ ذلك لحاجة الملفات المالية إلى خبرة لا تتوفر في قضاة أغلبُ زادهم مساطر وإجراءاتٌ ونصوص قانونية.
حتى الساعة ترابطُ آمنتو صو أمام القصر، بينما تَفرّق أغلب الفضوليين، ولا تُخفي آمنتو امتعاضها من شخصيْن مرّا من هنا قبل قليل، وتكلما بنفس نبرتها، وبنفس أسلوبها في الدفاع عن عزيز، تعتبرهما مُنافقيْن .. وتقول : هذو اللي يتكلمولكم ؤيشكرو عزيز ظرك امنين كانو سابك اليوم؟ ألا شي من الجواسيس.. عزيز ما يعرفهم”.
عبد الله ول اتفاغه المخطار