مستشفى العيون الجهوي رمز للموت :
هذا المستشفى من أسوء مستشفيات الوطن ، فهو مقبرة حقيقية و بعث يأس و قنوط و خوف و قلق ، لا أجهزة كشف يوثق بها و لا طاقم ماهر يذهب المرضى إليه ، و هو رمز لإهمال لا يوصف و لغياب دائم و لتقاعس عن الواجب مستمر ... لا تأتي هذه الاتهامات و لا تلك الأوصاف من فراغ و إنما من وحي المعاناة.
لقد وصلت إلى هذا المبنى السيدة عزي بنت العتيق و هي تعاني من ضيق في التنفس شديد لم تجد أي عناية أو اهتمام من الفريق المدوام و تفاقم حالها إلى الاسوء ، كأن المكان ليس للعلاج و تطلب الأمر رفعها إلى كيفه و ألح ذويها في طلب سيارة إسعاف لكن لا حياة لمن تنادي تحت اعذار و مبررات واهية فاقدة لروح الإنسانية و لمبدإ الرأفة و الحنان ، و ضاقت الأرض بما رحبت بالأقارب ، لا أذن مسؤول طب سمعت و لا عين مداوم رأت ، فما كان عند الإخوة و الأخوات و الزوج و ذوي القربى إلا حملها في سيارة أجرة بعد صلاة المغرب ليلة البارحة و ما إن وصلوا إلى الطينطان حتى فقدت الوعي و دخلت في غيبوبة ، و لم يعد بمقدورهم مواصلة السير و لجأوا إلى المركز الصحي بالطينطان الذي كان ارحم من مستشفى جهوي مركزي بالعيون ، و تم حجزها فورا و بعد إجراء الفحوصات ثبت ارتفاع السكر بنسبة عالية لديها ،حصلت على سيارة إسعاف من المركز و هي الآن في العناية المركزة بمستشفى كيفه و في خطر حماها الله منه ، ذاك نتيجة لإهمال ميز مستشفى العيون و جعله متخلفا و ملجأ لكل قراصنة الأدوية و المتربحين و الفاشلين .
بهذه المناسبة الأليمة نحمل المسؤولية كاملة لمن تسبب في تدهور صحة الأخت عزي و لم يبادر في توفير سيارة إسعاف لها في الوقت المناسب ، و إنزال العقوبة الشديدة بالمفرطين و جعلهم عبرة لغيرهم ، و إلزامهم بالبقاء في أماكن العمل ، و إلا تطهير أمكان العلاج من أمثال هؤلاء الذين لا يؤدون الواجب و يحتقرون البسطاء و لا ترق قلوبهم لحالهم حتى و لو كان الخطر يتهدد حياتهم .
الخليفه محمد الجلاد