التعليم اختلط الحابل بالنابل: / الخليفه محمد الجلاد

اثنين, 21/09/2020 - 14:23

التعليم ليس فساده في المناهج و حسب و لا في الطرق التربوية المتبعة و السياسات الارتجالية المتكررة ، و إنما فساده بنيوي و يمتد من أعلى قمة هرم فيه إلى أصغرها،فهو لم يعد رسالة نبيلة كما كان و لا مهنة شريفة كما عهدنا و لا رمزا لمستقبل أمة كما هو متوقع، بل تحول إلى مطوي في جيب مختلس و مصغرات في وراقات للاختلاس، و حرفة للفقراء و المحتاجين و رمزا لفشل أجيال و قلق على مستقبل . كثر الكلام و الهرج و المرج حول إصلاحه فما برزت إلا أصوات و جعجة بلا طحين و وزارات تحت عناوين مختلفة لا تغني من جوع و لا تغير من واقع و لا توقف من عجلة الفساد و الإفساد التي عصفت به عقودا طويلة و جعلت منه اسما بلا مسمى و حالة من التعقيد و درجة من الفشل و التخبط تغلق كل أبواب الأمل على التغيير و العلاج ، فعم الحيف و غاب التشجيع و فقدت العقوبة معناها و المكافأة مصداقيتها ، وأصبح ما كان مستحيلا بالأمس اليوم مباحا وحاضرا في مشهده ، و لا المدرس كما كان حامل هم أمة و مهندس مستقبلها و باني أجيالها ، و لا المواطن مواطنا يقدر دور المدرس و يضعه على الرؤوس و الهامات من أجل كسبه وده و دفعه في طريق صعبة موحشة ملئية بالأشواك و النكبات ، و لا الدولة حاضرة رافعة من شأن مهندس الأجيال ، راعية أمينة على واقعه المرزي ماديا و معنويا و الذي يفرض عليه لقساوته ممارسة حرف موازية كي يعيش و يوفر لوازم ضرورية لمن يعوله.. اختلط الحابل بالنابل و أصبح من الصعب التمييز بين الكل ، فالكل متورط في مطبخة الفساد ، سواء اعترف أم انكر فنحن شعب من نوع خاص و دولة ما هي إلا مسيرة و محكومة من طرف أبناء من هذا الشعب الذي هو استثناء في كل شيء و التعليم فيه يرثى لحاله و طرق علاجه لا تنقذه من ترد أمات كل بواعث الثقة و الاطمئنان في مخرجاته. الخليفه محمد الجلاد