السودان: تعديل حكومي ينهي مهام سبعة وزراء بعد مظاهرة شعبية طالبت بـ"تصحيح مسار الثورة"

جمعة, 10/07/2020 - 18:06

أجرى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الخميس تعديلا حكوميا، غادر بموجبه سبعة وزراء من أصل 17 وزيرا الحكومة الانتقالية.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء في بيان عقب اجتماع طارئ للحكومة أن رئيس الوزراء تحدث "عن الحاجة لتقييم أداء الحكومة استجابة لرغبة الشارع الذي خرج يوم 30 حزيران/يونيو الماضي مطالبا بتصحيح مسار الثورة وإجراء تعديلات على طاقم الحكومة ليتناسب والمرحلة الجديدة".

وأضاف أن ستة وزراء تقدموا باستقالتهم "لإتاحة الفرصة لإعادة تشكيل الحكومة وقبل رئيس الوزراء استقالتهم".

والوزراء هم: وزيرة الخارجية أسماء محمد عبدالله، ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي إبراهيم البدوي ووزير الطاقة والتعدين عادل علي إبراهيم ووزير الزراعة والموارد الطبيعية عيسى عثمان ووزير النقل والبنية التحتية هاشم طاهر ووزير الثروة الحيوانية علم الدين عبد الله. كما أعفى حمدوك وزير الصحة أكرم علي التوم.

ولم يعين حمدوك وزراء جددا بل كلف وكلاء الوزارات ووزير دولة "بتصريف أعمال الوزارات". وجاءت هذه التعديلات بعد أيام قليلة من مظاهرة شعبية في الخرطوم اعترضت على الأداء الوزاري وعدم تنفيذ مطالب "الثورة".

مظاهرة "لتصحيح مسار الثورة"

وفي الثلاثين من حزيران/ يونيو، تظاهر عشرات آلاف السودانيين في العاصمة الخرطوم ومدن السودان المختلفة تحت شعار "تصحيح مسار الثورة"، مطالبين بتحقيق السلام في المناطق السودانية التي تشهد نزاعات، ومحاكمة رموز النظام السابق الذين تسببوا في مقتل عشرات المتظاهرين السودانيين خلال احتجاجات امتدت منذ كانون الأول/ديسمبر 2018 وحتى إطاحة الجيش بالرئيس السابق عمر البشير في نيسان/أبريل 2019.

وتواصلت الحركة الاحتجاجية بعد سقوط البشير للمطالبة بتشكيل حكومة مدنية، إلى أن تم فض الاعتصام المركزي بالقوة في الخرطوم في الثالث من حزيران/يونيو 2019، ما أوقع قتلى وجرحى.

ووقع العسكريون في آب/أغسطس 2019 اتفاقا سياسيا مع "تحالف الحرية والتغيير" الذي قاد الاحتجاجات ضد البشير نص على تشكيل مجلس سيادة حاكم، مؤلف من عسكريين ومدنيين وحكومة برئاسة الخبير الاقتصادي والموظف السابق في الأمم المتحدة عبد الله حمدوك.

كما نص الاتفاق الذي عرف بالـ"وثيقة الدستورية" على تحقيق السلام مع المجموعات التي تحمل السلاح في إقليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق خلال ثلاثة أشهر من توقيع الاتفاق.

والمفاوضات جارية بين الحكومة وحاملي السلاح حتى اليوم في جوبا في جنوب السودان.

وتزيد الأوضاع الاقتصادية التي كانت السبب الأول لبدء حركة الاحتجاج، في التدهور يوما بعد يوم. وبلغ معدل التضخم في شهر أيار/مايو الماضي 114% مقارنة بـ54% عند الإطاحة بالبشير. كما تراجعت قيمة العملة المحلية، الجنيه السوداني، مقابل الدولار بنحو الضعف منذ رحيل البشير.

فرانس24/ أ ف ب