وجهة نظر : مسألة الأصول والأنتماء / الخليفه محمد الجلاد

أربعاء, 22/04/2020 - 13:52

وجهة نظر :
مسألة الأصول و الأنتماء ، لا ينبغي أن تكون محل خلاف و جدل ، فقد نظر المستعمر الفرنسي إلى البيظان ككتلة واحدة و اعتبر لحراطين و لمعلمين و لعرب و الزوايا و غيرهم مكونات لهذا المجتمع ، و لم يميز بينهم على أساس اللون أو المكانة الاجتماعية .هذا رأي المستعمر الباحث عن الفرقة و الصراع .. و حسب قناعتي الشخصية فإن لحراطين مكونة أساسية من مكونات مجتمع البيظان القائم على اللغة و التراث الشفوي و الكتوب ، المتين العلاقات بقوة الدين الواحد ، فمن غير المعقول أن يتخلى الحرطاني عن (كسكه) و (عيشه) و لمعلم عن (تاديته) و (قدحته) كرموز و مميزات ارتبطت بهم و كخصوصيات لتراث مجتمع البيظان الذي ينتمون إليه كمثل (لعقال) و (السيف) و (القلم) و (تيدينيت) تماما . فالكل قد قام بدور من أجل بناء منظومة تراثية بيظانية لا أحد منا أقرب إليها من الآخر . ملك لنا جميعا ككتلة واحدة و ليس كأجزاء.. و ليست التسمية إلا من باب إطلاق الجزء على الكل و لا ينبغي أن ننظر إليها في إطار العرق أو اللون .. لا أحد أكثر عروبة من السودان و ألوانهم سوداء و لا شيء ابعد عن العرق العربي من مصر الفرعونية القديمة، و اليوم لا أحد أكثر اعتزازا بالعرب من المصريين و الأقباط .
يجب على المثقف التفريق بين الهوية التي هي خط أحمر و التي تعني وجودي و بين عادات ظالمة ذهب ضحيتها كل العناصر الخدمية في المجمتع ، و لا سيما مجتمع تحكمه مفاهيم غابرة بدائية ، تلك المفاهيم و المعتقدات التي مرت بها شعوب كثيرة كاليونان و الهنود مثلا .
لحراطين بيظان ثقافة و لغة و عادات و تقاليدو مشاعر ، تعرضوا و ما زالوا يتعرضون لظلم إجتماعي يستند إلى خلفية يوظف فيها الدين بشكل مغلوط لا يراعي مكانة الرق في الاسلام و الاسباب المؤدية إلى القضاء عليه .
اما الرجوع إلى الاعراق و التساؤل عنها لا أراه واردا لأن فيها أقوال و ليس قولا واحدا ، و لقد قيل بأن تاريخ الأنساب هو الجزء المكذوب من تاريخ البشرية و الغامض أيضا المثير للفتنة المحمي بالحديد و النار ، المغلق الأبواب على قول الحقيقة فيه .
المهم أن قضية النكاح هي معضلة مطروحة في وجه المساواة وهي عامل يظهر درجات التفاوت بين مكونات المجتمع لا شك في ذلك .. لكن مهما كان من ظلم و قلة أعتبار ، لا يجعلني ذلك أنسلخ من ذاتي مقابل مطلب حقوقي يتحقق عن طريق النضال وعدم الاستسلام او القبول بدرجة الدونية ،او الرضى بمخلفات الاسترقاق و آثاره و كل أشكال الحيف الاجتماعي و مظاهره ...

الخليفه محمد الجلاد