شهدت البشريه في تاريخها المعاصر العديد من الأوبئة الفتاكة مثل الطاعون و الجدري و الحصبا و السيدا و السعال الديكي و حمى الواد المتصدع و الأنفلونزا الاسبانيه و أنفلونزا الخنازير و أنفلونزا الطيور و جنون البقر و الإبولا و حمي الضنك.....إلي غير ذلك من الأوبئة حتي وصلنا إلي كورونا بعائلاته الثلاث السارس و متلازمة مرس أو متلازمة الشرق الأوسط وصولا إلي covid-19.
إلا أن الحملة الإعلامية التي صاحبت هذا الفيروس covid-19 أشبه ما تكون بفلم رعب مخيف من هي حملة توعية و تثقيف للوقاية من الفيروس الذي يزيد عمر رحلته حول الكوكب الأرضي علي أربعة أشهر و ما سجل من إصابات و وفيات و حلات شفاء يجعله في ذيل قائمة الأوبئة الفتاكة و أقلها خطورة.
إن هذه الحملة الإعلاميه تضعنا أمام فرضيتين صار من الضروري التحدث عنهما :
1 هل نحن أمام نمط جديد من الحروب العالمية جنودها الفيروسات ستوقع قوى و حضارات حكمت العالم على مدار ميئات السنين إن لم نقل آلاف السنين؟
إن ظهور الفيروس في مدينة يوهان الصينيه و ٱنتشاره فيها و غلقها كليا علي مدى شهرين و حجر الناس في بيوتهم و توقف جميع مناحي الحياة فيها حتي تمت السيطرة عليه بفاتورة بشرية و مالية شكك الكثير من الناس في صحتها ثم شروع الصين مباشرة في تصدير مقاربتها ضد هذا الفيروس للعالم خاصة القارة الأربيه و الولايات المتحدة الأمريكيه و البلدان الإسلاميه لتبني هذه المقاربة للتصدي لهذا الفيروس و التي لم تكن ناجعة في هذه البلدان حيث أن الفيروس واصل انتشاره و عداد الإصابات و الوفيات في تصاعد يومي هذا بالإضافة إلي أن إقتصادات هذه البلدان ضربت في الصميم و لن تعود إلي سابق عهدها.
أما في البلدان الإسلامية فقد وقع نفس الشيء في أوروبا و آمركا الشماليه هذا بالإضافة إلي تعطيل العبادات من عمرة و صلاة الجمة و الجماعة و المؤشرات تتجه نحو تعذر الحج هذا العام كل هذه الأمور تجعلنا أمام فرضيه أن الصين شنت حربا مضمونة النتائج ضد الحضارة الإسلامية و الغربيه دمرتهم من خلالها دون أن تطلق طلقة واحدة من فوهة مدفع.
2 الفرضيه الثانيه و هي الأضعف بالنسبة لي هي أننا أمام فيروس جديد سريع الإنتشار و كل الإجراءات المتخذة لم تجدي نفعا حتى الساعة نظرا لتزايد الإصابات و الوفيات عبر العالم بختلاف حدتها من بلد إلي بلد ومن قارة إلى أخرى هذا يجرنا إلي الإحتمال الذي قال به الكثير من متابعي هذه الجائحة أن هذا الفيروس سيصيب نحو 80% من سكان كوكب الأرض و أنه ليس قاتلا و الغالبية ستشفى منه كليا و عليه لا داعية لهذا التهويل و الترهيب و الإغلاق التام لمختلف مناحي الحياة و المدمر حيث اصبح كل يخاف من الآخر و كل يعادي الآخر و ما لذلك من أضرار إقتصادية و اجتماعية و نفسيه.