قال قادة الاحتجاجات في السودان إن القادة العسكريين يفكرون في إشعال نيران العنف، ويخططون لفض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة، في وقت أكد الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي أن المجلس لن يسمح "بالفوضى".
وقد تجدد العنف في محيط ساحة الاعتصام بالخرطوم مساء أمس السبت حين حاولت قوات أمنية إغلاق شارع النيل. وقالت لجنة الأطباء داخل الاعتصام إن 11 شخصا أصيبوا إثر إطلاق نار في محيط الاعتصام، ثم أعلنت أن أحد الجرحى فارق الحياة.
وقالت قوى الحرية والتغيير -في بيان صدر في وقت متأخر من مساء أمس- إن القوات الأمنية والعسكرية اتجهت مجددا إلى "استخدام القوة المفرطة، وأطلقت الرصاص في مواجهة المدنيين العزل في شارع النيل، ولا تعير اهتماما لحياة الأبرياء على الرغم من التواصل المستمر للجنة الأمنية مع لجنة العمل الميداني".
وأضافت "الترتيبات المتفق عليها لم تنفذ، بل وينفذ القادة العسكريون ما يفكرون به، وللأسف لا تفكير سوى في إشعال نيران العنف". وأشارت إلى أن الوضع في شارع النيل ظل محل نقاش مع اللجنة الأمنية "لكنها تجاهلت هذه النقاشات وتوجهت للتصرف من جانب واحد ليسقط مصابون أبرياء".
من جانبه، أطلق تجمع المهنيين -وهو من أبرز القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير- نداء عاجلا فجر اليوم الأحد دعا فيه المواطنين لتسيير المواكب ودعم المعتصمين والمبيت بأرض الاعتصام لتأكيد الالتزام بالثورة، وفقا لبيانه.
ووصف الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة وأمام حاميات وفرق الجيش بالأقاليم بأنه "صمام أمان ثورتنا ورئتها التي تتنفس بها والضامن لاستبسالنا وتحقيق أهداف الثورة".
وكان تجمع المهنيين قد قال في وقت سابق إن هناك مخططا للمجلس العسكري بغرض فض اعتصام القيادة العامة بالقوة، معتبرا أن استخدام الرصاص الحي يمهد لارتكاب مجزرة بغرض فض الاعتصام.
واتهم التجمعُ المجلسَ العسكري بممارسة الإلهاء بالمفاوضات للتغطية على نيته فض الاعتصام، وقال إن إيقاف بث بعض القنوات ومنعها من دخول ميدان الاعتصام يمثل تهديدا للميدان.
حسم الفوضى
في تلك الأثناء، حضر الفريق حميدتي (وهو أيضا قائد قوات الدعم السريع) إفطارا رمضانيا نظمه المجلس الأعلى لقبائل رفاعة الكبرى وخلاوي همشكوريب والجميلاب تأييدا للمجلس العسكري، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وقال نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي إن هناك مخططا ممنهجا ضد قوات الدعم السريع وقائدها لكن هذا المخطط لا يخيفه وقد تم كشفه، على حد قوله.
وخلال حديثه قال حميدتي "ليس لدينا مشكلة في تسليم الحكومة للمدنيين، لكن يجب أن تشمل جميع الشعب". وأضاف "سنحسم أي فوضى في البلاد لأجل أن تكون الحكومة المدنية المقبلة وطنية وتحكم بهيبة القانون، لكن حكومة مدنية بالأوضاع الحالية ستكون فوضى".
ومضى قائلا "هناك من يقولون إن المجلس العسكري ضعيف، لكن هناك ضغطا من الجماهير، وأقول سنحسم أي فوضى بالقانون، وأي خطوة تمت لوقف حياة الناس سنحسمها بالقانون".
وكان المعتصمون أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم قد عبروا عن خشيتهم من فض اعتصامهم بالقوة عقب تصريحات قادة عسكريين الأيام الأخيرة اعتبروا فيها أن الاعتصام بات خطرا على أمن السودان القومي، ووكرا للجريمة.
وقد تعثرت المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى "التغيير" بسبب الخلاف على تشكيلة المجلس السيادي المقترح لإدارة المرحلة الانتقالية ورئاسته.
المصدر :الأيام + وكالات