إن مما يهدد استقرار وحدة أي وطن حين تصبح وحدته الوطنية على المحك، ومطية يمتطي صهوتها كل ساعٍ للتكسب أو الولوج لباب التعيينات، فلا أحد ينكر الاختلالات التي تشيب هذا المجتمع، لكن يجب أن لانغفل أنها ليست وقفاً على شريحة دون الأخرى فالمهمشين والمغبونين في كل الشرائح على حد سواء. فليس المجتمع وحده المسؤول عنها في ظل وجود دولة وسلطة قائمتين.فنحن لا نكره بعضنا البعض وأباؤنا لم يزرعوا فينا الكره وإن غذته بعض الأنظمة وأشعلت فتيله لإلهائنا عن مايدور في الخفاء من صفقات .فلكل منا الحق أن يعبر عن مدى ظلمه لكن ماذا سيستفيد إذا نال حقه بتأجيج القلوب وملئها حقداً؟
فقبل تفويض أي حقوقي من أي شريحة كان برشق التهم بأسمائنا، وتزييف الحقائق حبذا لو صَدُقنا مع أنفسنا وأجاب كل منا على حدة عن التساؤلات التالية:
1/أين نحن من الأبارتيد؟
مادمنا نصلي في مسجد واحد ونتسابق لفضل الصف الأمامي، وندرس في محضرة أومدرسة واحدة، وربما جامعة واحدة، نركب نفس الحالفة، أو سيارة الأجرة. نحتفل اجتماعيا بالمناسبات والأعراس معا،نُغسل في مغسلة واحدة ثم ندفن معا في نفس المقابر.
2/هل نتلقى نفس فرص الدراسة؟
وفي ذلك الشرائح سواسية فالكاديحين في كل الأطراف. خاصة سكان أهل البدو وبشكل أخص الفقراء منهم ، فالمدارس تغلق على أساس جهوي،كما يتم تحويل المعلمين والأساتذة على أساس الولاء السياسي،أو صفقات التصويت للمنتخبين المحليين.
أما الميسورين فأبناؤهم يدرسون معا في مدارسة خاصة وطنية كانت أم أجنبية فرنسية،وربما تركية.
3/هل نتجاور معاً؟
فقراؤنا من معظم الشرائح يسكنون معا وكلهم إخوة في الدين وفي الرضاعة،وكذلك أغنياؤنا،والحقوقيين إذا ربحت تجارة تسويق الحقوق دوليا،فتفرغ زينة لاتوجد فيها لافتة مكتوب عليها لا للشريحة كذا أو نعم لشريحة كذا.
5/هل ننسجم اجتماعيا؟
إذا عرجنا الأمر من باب المصاهرة،لنقيس قوة المجتمع ومدى رفضه للفوقية. فنحن مجتمع مسلم أحادي الدين ،و الأولوية فيه للتقوى لا للأنساب لكن نجد أن الزواج بين شرائحنا أمر ترفضه الغالبية العظمى على أساس تفضلي.لكن ذلك ليس حكرا على شريحة دون الأخرى فقط بل الشرائح كلها. حتى إستفحل الأمر و باتت الفوقية داخل الشريحة الواحدة مما يعرف بالطبقية.
6/هل نتلقى نفس فرص العمل؟
إذا قام شرط العمل على أساس الأقرب ثم الأقرب فنحن في ذلك كألسنة المُشط،فكل مسؤول يتم تعيينه يقوم بتوظيف كامل عشيرته وأهله والمقربين منه في أول منصب يشغله.
7/هل المحاصصة هي الحل؟
إذا كانت المحاصصة التي يطالب بها بعض الحقوقيين من جميع الأطراف تتمثل في الإشراك على أساس اللون فهي ليست سوى قنبلة أداة تحكمها بيد أي شريحة تُقصى من حقها في التعيينات.
ليت المبدأ الذي نتبناه جميعا ونناضل من أجله معا هو "الموريتاني" بغض النظر عن شكله،وفئته .المهم كفاءته ونزاهته ليكون مرآة تعكس وجوهنا جميعا دون تمييز ليخدمنا كشعب يستحق العيش بوئام وانسجام.
وختاما إن لنا في السودان عبرة لمن أراد أن يعرف ضريبة الحروب الأهلية فبالله عليكم توقفوا كفاكم تجارةً وكفاكم تسويقا و أتقوا الله وأحذروا أن تكونوا سببا في سفك دماء أبرياء وضعفاء هذا الشعب.فبإمكننا إيقاد عود ثقاب لكن لانستطيع أن نضمن إطفاءه.
مع أن لانعدم العدالة حلاً بيننا دون تحيز لطرف والله حسيبنا.
سلمان(بديع الزمان ) الشيخ أحمد
كامل الود