ذكرى اعتداء الجيش المالي على اسرة اهل شيخنا حماه الله في انيورو

أحد, 23/05/2021 - 19:53

في مثل هذا اليوم 11 شوال من عام 1414هجري الموافق 23 مارس من سنة 1994م وفي عهد نظام الرئيس المالي ألفا عمر كونارى حدث أن وقعت ملاسنة عابرة بين مولاي عمر نجل شيخنا محمدو بن شيخنا حماه الله وبين أحد أفراد الجيش المالي في زحمة المرور بالسوق المركزي لمدينة انيور، وكان عنصر الجيش ساعتها يمتطي دراجة نارية ويرتدي زيا مدينا بينما ابن الشيخ يستقل سيارته بشكل عادي لكنه توقف لزحمة المرور حيث فاجأه عنصر الجيش خلفه وهو يكيل له الشتائم والسباب فما كان من مولاي عمر إلا أن أخذ عصا عنده ونزل من السيارة راجلا يقصد الرجل فلما رآه الرجل مقبلا ترك دراجته وولى هاربا لايلوي على شيء.
عاد مولاي عمر للمنزل بحي "دار العلا" فلم يلبث به المقام الا قليلا حتى سمع اطلاق نار من بنادق خفيفة في حرم الزاوية بوسط المدينة ثم توقفت أمام منزل أهل شيخنا بدار العلا سيارة "بيكوب" للجيش ينتصب على متنها مدفع ثقيل رشاش وتقل افرادا من الجيش المالي فلما أُخبِرَ شيخنا محمدو بالخبر وهو داخل المنزل وكان وقتها رفقة حاكم انيورو خرج ليرى ففوجئ بسيارة الجيش عند باب المنزل والعناصر الموجودة على اهبة الاستعداد لأطلاق النار بل إن أحد العناصر صوب فوهة بندقيته نحو الشيخ يتنظر امر قائده باطلاق النار فقال له القائد لا تطلق النار مخافة أن تصيب الحاكم فما كان من الشيخ محمدو إلا أن أزاح بيديه من كانوا أمامه من الجموع وبرز قائلا : "إن كنتم تريدون اطلاق النار علي شخصيا فها أنذا " عندها صرخت إحدى النسوة ورمت بنفسها امام الشيخ لتقيه بجسدها الرصاص، وعلى جناح السرعة تدخل الحاكم وهو آنذاك رجل مسيحي حكيم كانت تربطه علاقة صداقة واحترام بشخنا محمدو، تدخل وبكل مسؤولية ليتفادى وقوع كارثة عظمى كان الجيش المالي سيرتكبها بكل عنجهية ضد اسرة اهل شيخنا حماه الله حيث اصدر أوامره لعناصر الجيش بالإنصراف فانصرفوا تحت وقع ضربات الحجارة من ايدي الغاضبين من سكان الحي.
وحين هدأ الوضع تبين أن الأمر كان خطة محكمة دبرها الجيش المالي بالتعاون مع أعداء اسرة الشيخ للقضاء عليها .
(لكن الله سلم) (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
كانت الخطة تتمثل في افتعال شجار بين احد عناصر الجيش وبين احد ابناء الشيخ ليتدخل الجيش بسلاحه الخفيف والثقيل ان اقتضت الضرورة وهو ما حصل انتصارا لأحد افرادهم، ومن غريب الأمر أن القائد المباشر للكتيبة في انيور كان غائبا ولم يحصل له العلم بالخطة للمبيتة التي كان يحضر لها الجيش ضد اهل شيخنا فقد استنفرت الثكنة العسكرية جنودها وعتادها الخفيف والثقيل انتصارا للعنصر الذي افتعل الشجار مع مولاي عمار مُؤتمرين بقادة كبار في باماكو بناء على اتهام مزعوم للشيخ محمدو بأن يمتلك مليشيات مسلحة وبحوزته السلاح يخبئه في منزله فقاموا بإخراج اربع دبابات وارسارل كتبية مدججة للاعتداء على من وجدوه في عين المكان من البيضان بكل وحشية وللاسف وجدوا اخانا عبدن ولد اخليفة في عين المكان فضربوه حتى كادوا يقتلونه ثم قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي وعلى ابواب محلات تجارية مغلقة مملوكة لأهل شيخنا، وكذلك اعتدوا على إمام الزاوية المرحوم باب بن أحمد محمود بمنزله وعلى افراد اسرته يضربونهم بالاحزمة ويركلونهم بالأحذية، وكذلك فعلوا بمن وجدوه عند حاسي "ارواي" المعروف .
أما الدبابات فقد نصبوا احداها على المرتفع الشمالي قرب خزان الماء بحيث تطل على منازل اهل شيخنا وصوبت فوهة مدافعها نحو المناز، واخرى قرب الزاوية واخرى على المرتفع الجنوبي كذلك غرب المقبرة، وأخرى في حي "مالي كوند" كل هذا الحشد والاستنفار كان يهدف إلى القضاء بشكل نهائي على هذه الأسرة الكريمة، لكن فات هؤلاء النَّوْكَى أن : (الله يدافع عن الذين آمنوا) وأن :
وقاية الله أغنت عن مضاعفة..
من الدروع وعن عال من الأطم.
فاتهم أن هذه الأسرة فشل الإستعمار الغاشم في استئصال شأفتها رغم ما بذله في ذلك السبيل من هدم وقتل وتشريد (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفوههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) (ثم ننجي رسولنا والذين ءامنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين)

والحق ان الله نجى تلك الأسرة المباركة من عدوان اولئك الظلمة المتغطرسين الذين يصدق فيهم قول القائل:

أسد علي وفي الحروب نعامة
ربداءُ تجفلُ من صفير الصافر.

فهذا الجيش رغم استئساد عناصره على المواطنين العزل لا تستطيع منه كتيبة مدججة بأحدث الأسلحة أن تواجه عنصرا واحدا من عناصر متمردي الشمال، وقد دب في قلوب عناصره الوهن والرعب منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا فأصبحت ارضه مستباحة يصول فيها اللصوص وقطاع الطرق والتنظيمات المسلحة ويجولون ..

اما عن سبب ذلك العدوان الذي حصل سنة 1994م فقد كتب عنه احد الصحافة الاستقصائية بشكل جلي كتب في احدى الصحف فقال إن الرئيس ألفا كونارى وبعض ضباط الجيش كانوا مستائين من موقف الشيخ محمدو من الحكم آنذاك،
ونظرا لصداقة الشيخ الحميمية بالرئيس السابق موسى اتراورى اتهموه بما اتهموه به وكادوا له كيدا زيادة على ما كان يعتلج في قلوب حساد الشيخ من حسد وعداوة فتواطأ الجميع على العدوان.
كان لهذا الحدث اثر كبير في نفوس الحمويين وقد تداعى بعض الأتباع منذ عدة سنوات لتخليد ذكراه بمدينة انيور وهي مناسبة يستقبل فيها الشيخ المريدين فيلقي عليهم ما شاء الله ان يلقي من مواعظ وتوجيهات وارشادات فالله اسأل ان يمن علينا وعليهم بالأمن والعافية وان يطيل عمر الشيخ الخليفة مع الصحة والعافية بجاه ذي الجاه صلى الله عليه وءاله وسلم.

حدو ولد الحسن